قال الملك : لا ، لا يمكن أن يجبر الله الإنسان على المعصية ثم يعاقبه ، إنّ هذا هو الظلم بعينه والله منزّه عن الظلم والفساد (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (آل عمران / ١٨٢) ولكن لا أظن أنّ أهل السنّة يلتزمون بمقالة العباسي؟
ثم وجّه خطابه إلى الوزير وقال :
هل أهل السنّة يلتزمون بذلك؟
قال الوزير : نعم ، المشهور(١) بين أهل السنّة ذلك!
قال الملك : كيف يقولون بما يخالف العقل؟
قال الوزير : لهم في ذلك تأويلات واستدلالات.
قال الملك : ومهما يكن من تأويل واستدلال ، فلن يعقل ولا أرى إلّا رأي السيّد العلوي : بأن الله لا يجبر أحدا على الكفر والعصيان ، ثم يعاقبه على ذلك؟
____________________________________
(١) القول بالجبر هو عقيدة جمهور العامة ، أخذوها من عمر بن الخطّاب ، حيث روي عنه أنه أول من قال بالجبر الافعالي ، يروون أن عمر خرج إلى الشام غازيا عام ١٧ للهجرة حتى إذا كان بسرغ لقيه الأمراء ، فأخبروه أن الأرض سقيمة ، فارجع بالناس فإنه بلاء وفناء.
فقال : أيها الناس إني راجع فارجعوا.
فقال له أبو عبيدة الجرّاح : أفرارا من قدر الله؟
قال : نعم ، فرارا من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو أن رجلا هبط واديا له ـ