بيان :
نستظهر من هذه النصوص أن كلّ آباء النبيّ والولي أنبياء من لدن آدم عليهالسلام إلى والد النبي عبد الله ، ووالد الإمام عليهالسلام لاتحاد نور النبيّ والوصيّ ، هذا مضافا إلى أن تسلسل أنوار رسول الله وعترته في أصلاب النبيين دلالة القدرة الإلهية على الإعجاز حيث شاءت حكمته أن لا يكون صلب غير معصوم محيطا بنطفة معصوم.
إن قيل : لا ملازمة بين النبيّ والوليّ ، فحيث إن نبوة آباء النبيّ ثبتت بقوله : من نبيّ إلى نبيّ حتى أخرجك نبيّا ، إلا أن نبوة أبي طالب تحتاج إلى دليل!
قلنا : إن الحكم بنبوته (١) يستند إلى قرائن أخر منها :
١ ـ ما رواه الصدوق : من أن عبد المطلب كان حجة ، وأبو طالب كان وصيّه.
والوصاية وإن كانت أعم من النبوة ، إذ قد يكون الوصي نبيّا كما في أوصياء الأنبياء وقد يكون غير نبيّ كالعلماء الأتقياء وأمثالهم ، لكن لمّا ثبت نبوة عبد المطلب بما تقدم ، ثبتت نبوة أبي طالب للملازمة بين النبوة والوصاية ، إذ إن كل الأنبياء كانوا يوصون إلى أنبياء مثلهم ، لذا أطلق عليهم تسمية «الوصي» تمييزا لهم عن غيرهم ممن قد يدّعي النيابة عن الأنبياء في مواريثهم وما جاءوا به من عند الله تعالى.
وعليه ، فحيث يوجد مائة وأربع وعشرون ألف نبيّ ، يوجد مثلهم مائة وأربع وعشرون ألف وصي ، وهؤلاء الأوصياء ـ في نفس الوقت ـ أنبياء يوحى إليهم كما كان يوحى لمن أوصى لهم. فهارون وصي موسى وكذا يوشع بن نون ، فهل يتصوّر
__________________
(١) دائما نقصد من النبوة ، النبوة التسديدية وهي عبارة عن إيحاءات ربانية لأبي طالب وآبائه الميامين عليهمالسلام ، أما النبوة التشريعية فهي مخصوصة بأصحاب الشرائع المقدّسة فقط ، وقد فصّلنا ذلك في تعاليقنا على مراجعات العلّامة المحقّق الكبير السيّد عبد الحسين شرف الدين (قدسسره) فليراجع.