فليت بعدك كان الموت صادفنا |
|
لما قضيت وحالت دونك الكتب |
ولم تزل ـ بأبي هي وأمي ـ بعد أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم غصة لا تساغ ، ودموع تترى من مقلة عبرى ، قد استسلمت للوجد ، وأخلدت في بيت أحزانها إلى الشيحون ، حتى لحقت بأبيها ، معصبة الرأس ، قد ضاقت عليها الأرض ..» (١).
وشرف الدين حينما لم يذكر المسألة صريحا ، حرصا منه على أن لا يثير حفيظة القوم ويبعثهم على العناد ، فتفوت الفائدة من الحوار معهم ، بالإضافة إلى أنه لم يرد الدخول في قضية ، لا يسلّم العامة بتفاصيلها ، لذا نراه في هذين الكتابين يعتمد في جلّ نقوضاته على مصادر العامة أنفسهم لتكون الحجة أبلغ وآكد.
وفي ختام الرد على هذه الشبهة نقول :
إن مسألة الاعتداء على الصدّيقة فاطمة عليهاالسلام من المسلّمات التاريخية التي قامت عليها النصوص المتواترة والصحيحة والصريحة ، فالتشكيك فيها يستلزم إنكار المتواتر وهو على حدّ الشرك بالله ـ حسبما جاء في النصوص ـ هذا مع التأكيد على أن الاستناد إلى أمر خطير كهذا على الاستحسان العقلي أو قول واحد أو اثنين أو ثلاثة من المتأخرين ، تفردوا بأمر لا شاهد لهم عليه ، ويخالفهم فيه آلاف العلماء ، بل علماء الأمة بأسرها ، وعشرات بل مئات النصوص ، يعتبر خيانة للحقيقة والبحث العلمي الموضوعي ، يراد منه تغيير الحقيقة التاريخية ، وترك كل ما عداه وتجاهله ، واقتلاع جذوره من أرض الواقع ومن وجدان المؤمنين.
الشّبهة الثالثة :
إن كتاب سليم بن قيس ـ الذي هو العمدة في الموضوع ـ ليس بمعتمد في صيغته ، بشهادة الشيخ المفيد وابن الغضائري اللذين صرّحا أن فيه خلطا لا يخفى على أحد.
__________________
(١) المجالس الفاخرة ص ٣٥.