«إنّ الله لا يجمع أمّتي على ضلال» ولما رأيت اجتماعهم اتّبعت حديث النبيّ وأحلت أن يكون اجتماعهم على خلاف الهدى وأعطيتهم قود الإجابة ولو علمت أنّ أحدا يتخلّف لامتنعت. قال: فقال عليّ عليهالسلام : أمّا ما ذكرت من حديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله لا يجمع أمّتي على ضلال» أفكنت من الأمة أو لم أكن؟ قال : بلى ، قال عليهالسلام : وكذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان وعمّار وأبي ذر والمقداد وابن عبادة ومن معه من الأنصار؟ قال : كلّ من الأمّة ، فقال علي عليهالسلام : فكيف تحتجّ بحديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك وليس للأمّة فيهم طعن ولا في صحبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ونصيحته منهم تقصير ، قال : ما علمت بتخلّفهم إلّا من بعد إبرام الأمر وخفت إن دفعت عني الأمر أن يتفاقم إلى أن يرجع الناس مرتدّين عن الدّين وكان ممارستكم إليّ أن أجبتم أهون مئونة على الدّين وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفّارا ، وعلمت أنك لست بدوني في الإبقاء عليهم وعلى أديانهم ..» (١).
وهل شرافة الحديث مقتبسة من رواية أبي بكر له أم هناك شيء لم يطلعنا عليه صاحب الدعوى؟!
إن الحديث المذكور يوجب عصمة الأمة من الخطأ ، وقد قام الدليل على بطلان ذلك لعدم اختصاص الأمة بالإمامية كما هو ظاهر في نفسه ، ويظهر من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة» ، ولو سلّمنا اختصاصه بالإمامية فلا نعتقد أحدا يدّعي اجتماع كلّ أفرادها حول الحق ، بل فيها الشرير والسكّير والصالح والطالح ، وهل يجتمع كل هؤلاء على الهدى وقد انقسموا إلى صنفين وجبهتين؟!.
وللشيخ المفيد كلام في هذا المجال نعرضه لأهميته قال :
[فإن قال : أفليس قد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «ما كان الله ليجمع أمتي
__________________
(١) الخصال للشيخ الصدوق ص ٥٤٨.