عمر وضربه على صخرة فانكسر ومرّ عليّ عليهالسلام على قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : اي ابن أمّ إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ، وأتي بعليّ عليهالسلام إلى السقيفة إلى مجلس أبي بكر ، فقال له عمر : بايع ، قال : فإن لم أفعل فمه؟ قال : إذا والله نضرب عنقك ، قال عليّ عليهالسلام : إذا والله أكون عبد الله وأخي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المقتول ، فقال عمر : أما عبد الله المقتول فنعم ، وأما أخا رسول الله فلا ـ حتى قالها ثلاثا ـ وأقبل العبّاس فقال : يا أبا بكر ارفقوا بابن أخي ، فلك عليّ أن يبايعك ، فأخذ العبّاس بيد «الإمام» عليّ عليهالسلام فمسحها على يدي أبي بكر ، وخلّوا عليّا مغضبا فرفع رأسه إلى السماء ثم قال : اللهم إنك تعلم أن النبيّ الأمي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لي : إن تمّوا عشرين فجاهدهم ، وهو قولك في كتابك (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) اللهم إنهم لم يتمّوا ـ حتى قالها ثلاثا ـ ثم انصرف (١).
(٦) قال شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (قدسسره) (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه):
«ومما أنكر عليه ـ أي أبي بكر ـ ضربهم لفاطمة عليهاالسلام ، وقد روي : أنهم ضربوها بالسياط ، والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة : أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت ، فسمي السقط (محسنا) ، والرواية بذلك مشهورة عندهم ، وما أرادوا من إحراق البيت عليها ، حين التجأ إليها قوم وامتنعوا عن بيعته ..» (٢).
وروى أعلى الله مقامه الشريف في موضع آخر عدة نصوص منها :
ما عن البلاذري والمدائني عن مسلمة بن محارب عن سليمان التميمي عن أبي عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي عليهالسلام يريده على البيعة ، فلم يبايع ـ ومعه قبس ـ فتلقته فاطمة عليهاالسلام على الباب ، فقالت : يا ابن الخطاب ، أتراك محرقا عليّ بابي؟ قال : نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ، وجاء عليّ فبايع (٣).
__________________
(١) الاختصاص / الشيخ المفيد ص ١٨٥ حديث سقيفة بني ساعدة.
(٢) تلخيص الشافي ج ٣ / ١٥٦ ط / دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، قم.
(٣) تلخيص الشافي ج ٣ / ٧٦ ، والمراد بالبيعة : أي الالتزام بمصافحة أبي بكر ، وإلّا فإن البيعة لا تتم ـ