الصدقة ، ويحمي النقيع لخيل المسلمين وخيله وخيل بني أميّة.
نقم ذلك المسلمون على عثمان فيما نقموه عليه ، وعدّته عائشة مما أنكروه عليه ، فقالت: «وإنّا عتبنا عليه كذا وموضع الغمامة المحماة وضربه بالسوط والعصا ، فعمدوا إليه حتى إذا ما صوه كما يماص الثوب».
قال ابن منظور في لسان العرب في ذيل الحديث :
الناس شركاء فيما سقته السماء من الكلا إذا لم يكن مملوكا فلذلك عتبوا عليه.
كانت في اتخاذ الخليفة الحمى جدّة وإعادة لعادات الجاهلية الأولى التي أزاحها نبيّ الإسلام وجعل المسلمين في الكلا مشتركين ، وقال : ثلاثة يبغضهم الله ، وعدّ فيهم! من استنّ في الإسلام سنّة الجاهلية (١).
وكان حقا على الرجل أن يحمي حمى الإسلام قبل حمى الكلا ، ويتخذ ما جاء به الرسول سنّة متبعة ولا يحيي سنّة الجاهلية ، ولن تجد لسنّة الله تحويلا ، ولن تجد لسنّة الله تبديلا.
ومنها : (اقتطاع عثمان منطقة فدك لمروان بن الحكم).
قال أبو الفداء :
مما نقم الناس على عثمان قطعه فدك لمروان وهي صدقة رسول الله التي طلبتها فاطمة ميراثا ، فروى أبو بكر ـ كذبا ـ عن رسول الله : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة ، ولم تزل فدك في يد مروان وبنيه إلى أن تولّى عمر بن عبد العزيز فانتزعها من أهله وردّها صدقة (٢).
__________________
(١) بهجة النفوس / الحافظ ابن أبي حمزة ج ٤ / ١٩٧.
(٢) تاريخ أبي الفداء ج ١ / ١٦٨ وزاد في العقد الفريد ج ٢ / ٢٦١ بقوله : وافتتح افريقيا وأخذ خمسه فوهبه لمروان بن الحكم.