سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ، فإنه ذكر أسماء الأئمة الاثنى عشر وبعض فضائلهم ومناقبهم وذكر الإمام الحسن العسكري في ص ٧٧ باب ٦ ، وقال في صفحة ٧٨ : في خط الحسن العسكري (محمّد المهديّ وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين وكان مربوع القامة حسن الوجه والشعر ، أقنى الأنف صبيح الجبهة).
وخلاصة القول : إن الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف هو ابن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام بالضرورة القطعية للروايات التي تفوق التواتر عشرات المرات والتي أفادت أنه من أهل البيت ومن ولد الصدّيقة فاطمة وإمام من أئمة العترة الطاهرة وهو الثاني عشر المتولد من أبيه الإمام الحسن العسكري وأمه مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم ، وهي من ذرية شمعون وصي عيسى المسيح عليهالسلام وقصة زواجها من الإمام العسكري معروفة ومدوّنة في كتبنا التاريخية (١).
هذا مضافا إلى الإجماع على ولادته عليهالسلام عام ٢٥٥ ه واتصال الشيعة آنذاك به ، ومن قبله بأبيه وإرشادهم إليه ، وظهور المعجزات على يديه ، وتعيينه للسفراء في الغيبة الصغرى ، وقضائه للحوائج وإغاثته للملهوف المتوسل به وغير ذلك ، كلها قرائن وشواهد نقطع بها على وجوده ، وفي المقابل نقطع بعدم صحة الرواية التي تقول : (واسم أبيه اسم أبي) مما يوجب عدم الاعتناء بها إلّا لمعاند أو متعصب يحطّ من قيمة العلم ويخدش بشهادة التاريخ القطعية بما له من جرأة على إنكار ما ثبت بالأدلة العلمية والشرعية المعتبرة.
وبما تقدم يندفع أيضا ما ورد من أن الإمام المهديّ من أولاد الصدّيقة فاطمة عليهاالسلام لكنه من نسل ولدها الإمام الحسن المجتبى السبط الشهيد ، مستدلين على ذلك برواية أبي داود عن أبي إسحاق قال : علي عليّ رضي الله عنه ونظر إلى ابنه الحسن فقال : «إن ابني هذا سيّد كما سمّاه النبيّ وسيخرج من صلبه رجل
__________________
(١) لاحظ : كمال الدين وتمام النعمة / الشيخ الصدوق ص ٤١٧ باب ٤١.