فواحدة متفق عليها ـ وهي رقية ـ وأخرى مختلف فيها ـ وهي بنظر المفيد زينب وبنظر الحميري والصدوق ، أم كلثوم ـ ولا نعلم المستند الذي اعتمده الشيخ أبو القاسم الكوفي في الاستغاثة ، لذا لا يمكن لروايته أن تعارض رواية الحميري.
وعلى فرض المعارضة ـ لوجود رواية اعتمدها صاحب الاستغاثة ـ لا يمكن تقديم روايته على رواية الحميري والصدوق إلّا إذا كانت بنحو مستفيض ، وشيء من هذا ليس حاصلا. ومهما يكن ، فالإشكال يبقى على حاله ـ سواء قدّمنا رواية الحميري أم رواية أبي القاسم الكوفي ـ وهو : هل أن الفتاتين المنسوبتين إلى رسول الله قد تزوّجتا بعتبة وأبي العاص أم لا؟.
ويشهد أنهنّ لم يتزوجن بعتبة وأبي العاص ما يلي :
١ ـ أن أغلب المصادر التاريخية تذكر أن جميع أولاد النبيّ ولدوا في الإسلام إلا عبد مناف ولد في الجاهلية حسبما ورد في رواية عامية ضعيفة.
قال المقدسي : «عن سعيد بن أبي عروة ، عن قتادة ، قال :
ولدت خديجة لرسول الله : عبد مناف في الجاهلية ، وولدت له في الإسلام غلامين وأربع بنات : القاسم ، وبه كان يكنى أبا القاسم ، فعاش حتى مشى ثم مات وعبد الله مات صغيرا ، وأم كلثوم وزينب ورقية ، وفاطمة» (١).
وقال القسطلاني والديار بكري : «وقيل ولد له قبل المبعث ولد يقال : عبد مناف فيكونون على هذا اثني عشر ، وكلهم سوى هذا ولدوا في الإسلام بعد المبعث» (٢).
وقال الزبير بن بكار وغيره : بأن عبد الله ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، ثم رقية ، قد ولدوا كلهم بعد الإسلام.
__________________
(١) البدء والتاريخ ج ٥ / ١٦.
(٢) تاريخ الخميس ج ١ / ٢٧٢.