الحوض» وهو نصّ في وجود الإمام الثاني عشر الذي لا يفارق القرآن ، ولا القرآن يفارقه ما دامت الدنيا ، وإلا لو لم يكن هناك إمام ثاني عشر لخلت أزماننا من الإمام وهو خلف ما جاء في الحديث المتواتر أعلاه ، وخلف حديث «الأئمة اثنا عشر كلهم من قريش».
الشبهة الخامسة :
١ ـ إن الإمام المهديّ عليهالسلام إلى وقتنا الحاضر مستتر لا يعرف أحد مكانه ولا يعلم مستقره ، ولا يأتي واحد بخبره ، وغيبته خارجة عن العادة والعرف ، إذ لم تجر العادة لأحد من الناس بذلك ، إذ كان كلّ من اتفق له الاستتار عن ظالم لخوف منه على نفسه ولغير ذلك من الأغراض ، تكون مدة استتاره مرتّبة بمدة زمنية محدودة ، وعليه فإنّ دعوى الإمامية في غيبة إمامهم منذ ولد إلى الآن خارجة عن العادة لدى العقلاء يلزم منها بطلان ما ذهبوا إليه من قيام الحجّة المنتظر عليهالسلام.
يورد عليها :
إن توهم الخصم كون الشيعة الإمامية لا يعلمون مكانه ومحل استقراره ، ولا يعرفون أثره أو لا يمكن الوقوف على خبره دعوى لا تستند على حجة أو دليل ، لا سيّما إطلاق القول على كافة الشيعة بعدم الوقوف على خبره أو أثره ، ومن هذا من الشيعة الذي قال إنه لا يعرف لإمامه أثرا ولا يقف على شخصه الميمون خبرا ، ومن الذي ادّعى من الشيعة أن الإمام المهدي لم يعرف مكانه يوم ولد؟ وفي أيّ كتاب هو مسطور؟! ليكون دليلا على صدق دعواه ، أجل! الله يعلم ، والشيعة العارفون المخلصون يعلمون أن الإمام ولد في سامراء وأن جماعة من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليهالسلام قد شاهدوا الإمام المنتظر عجّل الله فرجه الشريف ، مضافا إلى أن السفراء والوسائط بين الإمام المهديّ وبين شيعته دهرا طويلا في استتاره ، ينقلون إلى الشيعة من الإمامعليهالسلام معالم دينهم ، ويخرجون إليهم أجوبة عن مسائلهم فيه ، ويقبضون منهم حقوقهم لديهم.