والجواب :
(١) إن الاستدلال بهذا الحديث على موضع قبرها أول الكلام ، إذ من أين عرف المستدل أن هذه الروضة هي للصدّيقة الزهراء عليهاالسلام ، إذ قد تكون موضع جسد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ ما حل جسد المعصوم في مكان إلّا وكان روضة من رياض الجنّة ، والأظهر عندي أن الروضة هي موضع السقط محسن الشهيد عليهالسلام ويشهد لما نقول ما رواه حسين بن حمدان عن محمّد بن المفضل عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث يقص عليه ما جرى على أمير المؤمنين والصدّيقة الطاهرةعليهماالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليّ لعمر بن الخطاب :
«.. اخرج قبل أن أخرج سيفي (١) ذا الفقار ، فأفني غابر الأمة ، فخرج عمر وخالد بن الوليد وقنفذ وعبد الرحمن بن أبي بكر وصاروا خارج الدار ، فصاح أمير المؤمنين بفضة : إليك مولاتك فاقبلي منها ما يقبل النساء وقد جاءها المخاض من الرفسة وردة [ورده] الباب فسقطت [فأسقطت] محسنا عليه [ظ : عليهالسلام] قتيلا وعرفت أمير المؤمنين إليه التسليم فقال لها : يا فضة لقد عرّفه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرّفني وعرّف فاطمة وعرّف الحسن وعرّف الحسين اليوم بهذا الفعل ونحن في نور الأظلة أنوار عن يمين العرش فواريه بقعر البيت فإنه لاحق بجده رسول الله ..» (٢).
وما اعتمده من قال إنّها دفنت في الروضة أو في بيتها جلّه أخبار آحاد ، معارض لأخبار أخرى دلت على أنّها دفنت صلوات الله عليها بالبقيع ، والبقيع واسع لا ندري في أي مكان دفن جسدها الطاهر فيه!
وتترجح أخبار البقيع لكثرتها على غيرها من الأخبار التي دلت على أنه دفنها
__________________
(١) هذه إشارة مهمة على أن أمير المؤمنين عليّا عليهالسلام لم يكن مأمورا بإشهار سيفه بوجه تلك العصابة الظالمة لحكمة هو أدرى بها.
(٢) الهداية الكبرى ص ٤٠٨.