«بل حكم جماعة منهم كأحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى بشهاب الأخبار للعلّامة القضاعي المتوفى ٤٤٥ ه : إن بغض أبي طالب كفر ، ونص على ذلك أيضا من المالكية العلّامة الأجهوري في فتاويه ، والتلمساني في حاشيته على الشفاء قال : لا ينبغي أن يذكر إلّا بحماية النبيّ لأنه حماه ونصره بقوله وفعله ، وفي ذكره بمكروه أذية للنبيّ ، ومؤذي النبيّ كافر ، والكافر يقتل ، وقال أبو طاهر : من أبغض أبا طالب فهو كافر» (١).
ومن الأدلة على إيمان أبي طالب ما يلي :
١ ـ ما ورد من المديح على لسان المعصومين عليهمالسلام دلالة عظمى على جلالة خطره وعظم أمره وعلو شأنه ، وأهل البيت عليهمالسلام أدرى بأجدادهم من كل أحد ، من هذه الأخبار ما رواه المجلسي بإسناده عن الكراجكي بسند معنعن إلى أمير المؤمنين عليهالسلام : أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله ، فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذّب في النار ، فقال : مه فضّ الله فاك ، والذي بعث محمّدا بالحق نبيّا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفّعه الله فيهم ، أبي معذّب في النار وابنه قسيم الجنّة والنار؟ والذي بعث محمّدا بالحق إن نور أبي طالب ليطفئ أنوار الخلائق إلّا خمسة أنوار : نور محمّد ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ونور ولده من الأئمة ، ألا إن نوره من نورنا ، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام(٢).
وعن الكراجكي بإسناده إلى أبان بن محمّد قال :
كتبت إلى الإمام عليّ بن موسى عليهالسلام : جعلت فداك إني شككت في إيمان أبي طالب قال : فكتب «بسم الله الرحمن الرحيم ، ومن يبتغ عير سبيل المؤمنين
__________________
(١) الغدير ج ٧ / ٣٨١.
(٢) بحار الأنوار ج ٣٥ / ١١٠ ح ٣٩.