قال العلويّ : الأدلة كثيرة جدا منها : أنه صرّح بنفسه بعدم إيمانه!
قال العبّاسيّ : في أي موضع؟
قال العلويّ : حيث قال : «ما شككت في نبوّة محمّد مثل شكي يوم الحديبية» وكلامه هذا يدل : على أنه كان شاكا دائما في نبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان شكه يوم الحديبية أكثر وأعمق وأعظم من تلك الشكوك ، فهل ـ أيّها العبّاسي ـ قل لي بربك :
الشاك في نبوّة محمّد يعتبر مؤمنا؟
سكت العبّاسي وأطرق برأسه خجلا.
فقال الملك موجّها الخطاب إلى الوزير :
هل صحيح قول العلوي أن عمر قال هكذا؟
قال الوزير : هكذا ذكر الرواة (١)!
[تشكيك عمر بن الخطاب في فعل النبيّ يوم الحديبية]
____________________________________
(١) قال ابن إسحاق ، قال الزهري :
ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو ، أخا بني عامر بن لؤي إلى رسول الله وقالوا له : ائت محمّدا فصالحه ، ولا يكن في صلحه إلّا أن يرجع عنّا عامه هذا ، فو الله لا تحدّث العرب عنّا أنه دخلها علينا عنوة أبدا. فأتاه سهيل بن عمرو ؛ فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مقبلا ، قال : قد أراد القوم الصلح حيث بعثوا هذا الرجل. فلما انتهى سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم تكلّم فأطال الكلام ، وتراجعا ، ثم جرى بينهما الصلح.
فلمّا التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب ، وثب عمر بن الخطاب ، فأتى أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر ، أليس برسول الله؟ قال : بلى ؛ قال : أولسنا بالمسلمين؟ قال :