أنهم ليسوا بأنبياء مع أن الأخبار دلت على أنهم أوصياء وأنبياء معا ، وهنا هكذا ، فبما أن عبد المطلب نبي لا بد أن يوصي إلى نبي مثله تماما.
ومن هنا أيضا قال العلّامة محمّد باقر المجلسي (قدسسره):
[وقد أجمعت الشيعة على إسلامه ـ أي أبي طالب عليهالسلام ـ وأنه قد آمن بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في أوّل الأمر ، ولم يعبد صنما قط ، بل كان من أوصياء إبراهيم عليهالسلام واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى إنّ المخالفين كلّهم نسبوا ذلك إليهم ، وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك وصنّف كثير من علمائنا ومحدثينا كتبا مفردة في ذلك كما لا يخفى على من تتبع كتب الرجال] (١).
وقال في موضع آخر :
«اتفقت الإمامية (رضوان الله تعالى عليهم) على أن والديّ الرسول ، وكلّ أجداده إلى آدم عليهالسلام كانوا مسلمين ، بل كانوا من الصدّيقين : إما أنبياء مرسلين ، أو أوصياء معصومين ، ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية أو لمصلحة دينية ، وما روي : أن عبد المطلب كان حجة وأبو طالب كان وصيّه» (٢).
وقال في موضع ثالث :
«... قد آمن ـ أي أبو طالب ـ وأقرّ ، وكيف لا يكون كذلك والحال أن أبا طالب كان من الأوصياء ، وكان أمينا على وصايا الأنبياء وحاملا لها إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ..» (٣).
ويشهد لما قلنا من أن الوصاية ملازمة للنبوة بحكم الالتحام بين الأنبياء والأوصياء من ناحية الخصائص الروحية والكمالية ، أنه ورد عن درست بن أبي منصور أنه سأل أبا الحسن الأول عليهالسلام: أكان رسول الله محجوجا بأبي طالب؟
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٣٥ / ١٣٩.
(٢) نفس المصدر ج ١٥ / ١١٧.
(٣) نفس المصدر ج ٣٥ / ٧٤.