وعن مولانا الإمام الصادق عليهالسلام سئل عن معنى «حيّ على خير العمل» فقال : خير العمل الولاية. قال الشيخ الصدوق : وفي خبر آخر «العمل» برّ فاطمة وولدها عليهمالسلام (١).
وما روي في كتاب العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم بن هاشم قال : علة الآذان أن تكبّر الله وتعظّمه وتقرّ بتوحيد الله وبالنبوّة والرسالة وتدعو إلى الصلاة وتحث على الزكاة .. ومعنى «حيّ على الصلاة» أي حثّ على الصلاة ، ومعنى «حيّ على الفلاح» أي حثّ على الزكاة ، وقوله «حيّ على خير العمل» أي حثّ على الولاية ، وعلة أنها خير العمل أن الأعمال كلها بها تقبل(٢).
إذن ليس صحيحا ما ورد من التعليل الذي ادّعاه العامة وورد في بعض مصادرنا كخبر ابن أبي عمير وخبر عكرمة قال : قلت لابن عبّاس أخبرني لأيّ شيء حذف من الآذان «حيّ على خير العمل»؟ قال : أراد عمر بذلك أن لا يتكل الناس على الصلاة ويدعو الجهاد فلذلك حذفها من الآذان» (٣) وذلك :
أولا : إن فصول الآذان والإقامة من الأمور التوقيفية التعبّدية فلا يجوز حذف بعضها مهما كان المبرّر الذي يدّعون ، لكون الحذف بدعة محرّمة نهى الشارع المقدّس عنها.
ثانيا : منافاة الحذف للإجماع وسيرة المسلمين المتصلة بعمل المعصوم عليهالسلام وكل من خالف المأثور الثابت عن المعصوم فقد شط عن الإسلام.
ثالثا : تعليلهم (٤) العليل نظير ما نقله أولياء عمر عنه أيضا في تحريمه لمتعة
__________________
(١) معاني الأخبار ص ٤١.
(٢) الحدائق ج ٧ / ٤٤٠.
(٣) الحدائق ج ٧ / ٤٣٨.
(٤) الحدائق ج ٧ / ٤٣٩.