الآخرة ، والرؤية تستلزم الجسمية كما لا يخفى.
قال : «والأحاديث في أيدي أهل العلم عن النبيّ محمّد : إن أهل الجنّة يرون ربّهم لا يختلف فيها أهل العلم ، فينظرون إلى الله» (١).
٣ ـ قال الفخر الرازي صاحب التفسير الكبير : «احتج أصحابنا بهذه الآية (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ..) على أنه تعالى تجوز رؤيته ، وأن المؤمنين يرونه يوم القيامة.
ثم قال :
وفي التمسّك بهذه الآية ما نقل أن ضرار بن عمرو الكوفي كان يقول : إن الله تعالى لا يرى بالعين ، وإنما يرى بحاسة سادسة يخلقها الله تعالى يوم القيامة لما دلت عليه هذه الآية (لا تدركه الأبصار ..) على تخصيص نفي إدراك الله بالبصر ، وتخصيص الحكم بالشيء يدل على أن الحال في غيره بخلافه ، فوجب أن يكون إدراك الله بغير البصر جائزا ، ولمّا ثبت أن سائر الحواس الموجودة الآن لا تصلح لذلك ، ثبت أن الله تعالى يخلق حاسة سادسة بها تحصل رؤية الله تعالى وإدراكه ..»(٢).
٤ ـ ما اعتقده البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه ، باب أن المؤمنين يرونه عزوجل يوم القيامة ، وروى عدة منها :
حديث رقم ٧٤٣٤ :
عن قيس عن جرير قال : كنّا جلوسا عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا نظر إلى القمر ليلة البدر ، قال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا (٣).
__________________
(١) الرد على الزنادقة ص ٢٩.
(٢) تفسير الرازي ج ١٣ / ١٢٥ ذيل الآية المباركة.
(٣) صحيح البخاري ج ٨ / ٥٣٨ ، ط / الدار العلمية.