قال الشيخ المفيد :
«وأما ما تعلق به أبو جعفر الصدوق ـ رحمهالله ـ من حديث سليم الذي رجع فيه إلى الكتاب المضاف إليه برواية أبان بن أبي عيّاش ، فالمعنى فيه صحيح ، غير أن هذا الكتاب غير موثوق به ، ولا يجوز العمل على أكثره ، وقد حصل فيه تخليط وتدليس ..» (١).
وعلى رغم شهرة سليم بن قيس التي أطبقت الآفاق نرى ابن الغضائري يشكّك به ، بل الأنكى من ذلك أنه ينسب التشكيك به إلى أصحابنا ، حيث قال :
«سليم بن قيس الهلالي العامري : روى عن أبي عبد الله والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهمالسلام ، وينسب إليه هذا الكتاب المشهور ، وكان أصحابنا يقولون إن سليما لا يعرف ولا ذكر في خبر ، وقد وجدت ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ولا من رواية أبان بن أبي عيّاش ، وقد ذكر ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين عليهالسلام أحاديث عنه ، والكتاب موضوع لا مرية فيه ، وعلى ذلك علامات فيه تدل على ما ذكرناه منها : ما ذكر أن محمّد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت ، ومنها : أن الأئمة ثلاثة عشر ، وغير ذلك ، وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن أذينة عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم ، وتارة يروي عن عمر عن أبان بلا واسطة ، والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه ، والتوقف في الفاسد من كتابه ..»(٢).
وقبل الإيراد على هذه الشّبهة أقول :
لو كان ما ذكره الشيخ المفيد وابن الغضائري صحيحا بالنسبة لكتاب سليم لدلّ ذلك على قلة تدبّرهما وتتبعهما ، بل يدل على ضعف تحقيقهما ، إذ كما صحّح
__________________
(١) تصحيح الاعتقاد ص ١٤٩ للشيخ المفيد.
(٢) جامع الرواة / الشيخ الاردبيلي ج ١ / ٣٧٤ نقلا عن ابن الغضائري ؛ والتنقيح للممقاني ج ٢ / ٥٢ ط / حجري.