أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى وبنا يستجلى العمى ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم) (وأنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحقّ ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرّف عن مواضعه ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر) (واعلموا أنكم لن تعرفوا الرّشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسّكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله فإنهم عيش العلم وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه فهو بينهم شاهد صدق وصامت ناطق) (١).
وبما تقدّم يندفع ما قيل من المراد من الاثني عشر الوارد في الحديث هو حكم خلفاء بني أميّة وبني العبّاس بعد حكم بعض الصحابة. من هنا التجأ أناس من أهل التعصب والعناد من الذين يعدّون أنفسهم في زمرة العلماء إلى ارتكاب تأويلات باردة وإبداء احتمالات ضعيفة كي يصرفوا هذه الأحاديث عن ظواهرها الواضحة المؤيّدة بغيرها من النصوص المتواترة ، وإليك بعضا منها :
التأويل الأول :
أن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر إشارة إلى ما بعد الصحابة من خلفاء بني أميّة وليس على المدح بل على استقامة السلطنة.
جوابه :
__________________
(١) ينابيع المودة ص ٥٣٥ وقد اقتبس القندوزي المقاطع الثلاثة من خطبة ١٤٤ ص ٢٠١ وخطبة ١٤٧ ص ٢٠٤ من خطب نهج البلاغة / شرح صبحي الصالح.