اضطرّوا إلى إظهار كلمة الكفر للخوف على دمائهم كان الأصلح لهم والأصوب في تدبيرهم ترك الإقرار بالله والعدول عن إظهار التوحيد والمظاهرة بالكفر بالرسل ، وإنما تعيّرت المصلحة بتغيّر الأحوال ، وكان في تغيير التدبير الذي دبّرهم الله به فيما خلقهم له مصلحة للمتّقين ، وإن كان ما اقتضاه من فعل الظالمين قبيحا منهم ومفسدة يستحقّون به العقاب الأليم.
وقد فرض الله تعالى الحجّ والجهاد وجعلهما صلاحا للعباد ، فإذا تمكّنوا منه عمّت به المصلحة ، وإذا منعوا منه بإفساد المجرمين كانت المصلحة لهم تركه والكفّ عنه ، وكانوا في ذلك معذورين وكان المجرمون به ملومين.
فهذا نظير لمصلحة الخلق بظهور الأئمة عليهمالسلام وتدبيرهم إياهم متى أطاعوهم وانطووا على النصرة لهم والمعونة ، وإن عصوهم وسعوا في سفك دمائهم تغيّرت الحال فيما يكون به تدبير مصالحهم ، وصارت المصلحة له ولهم غيبته وتغييبه واستتاره ، ولم يكن عليه في ذلك لوم ، وكان الملوم هو المسبّب له بإفساده وسوء اعتقاده.
ولم يمنع كون الصلاح باستتاره وجوب وجوده وظهوره ، مع العلم ببقائه وسلامته وكون ذلك هو الأصلح والأولى في التدبير ، وأنه الأصل الذي أجرى بخلق العباد إليه وكلّفوا من أجله حسبما ذكرناه.
الشبهة العاشرة :
يدّعي الشيعة أنّ إمامهم المهديّ غائب منذ ولد وإلى أن يظهر ، فليس للخلق طريق إلى معرفته بمشاهدة شخصه ولا التفرقة بينه وبين غيره بدعوته فلا بدّ حينئذ من أن يظهر الله تعالى الأعلام والمعجزات على يده ليدل بها على أنه الإمام المنتظر ، وهذا مقام منحصر بالأنبياء والمرسلين ، فإثبات المعجزة للإمام عليهالسلام عند قيامه ، يعتبر خروجا عن قول الأمة كلّها «أنه لا نبيّ بعد نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم».
والجواب :