سيئة ومبيتة ، ليس لبراءة فلان من الناس ، بل خوفا من أن يهيّج الرأي العام الإسلامي.
وفي هذا المجال ، هناك روايات مختلفة ، فبعضهم يقول : دخلوا المنزل ، والبعض الآخر يقول : لم يدخلوا ، فقلت : أنا أستبعد ذلك ولا أتعامل مع الكلمة نفسها ..» (١).
والخلاصة : أنه لا يتفاعل مع ما نسب إلى عمر لشيئين :
الأول : لأن المسلمين كانوا محبين للصدّيقة فاطمة عليهاالسلام أكثر من محبتهم للإمام عليّ ولولديها الإمامين الحسن والحسين ، بل إن محبتهم لرسول الله أكثر من محبتهم للسيّدة الزهراءعليهاالسلام.
الثاني : أن القوم لا يقدمون على فعلهم الشنيع خوفا من أن يهيج الرأي العام الإسلامي.
يورد عليه :
أولا :
إذا كانت محبة المسلمين لرسول الله أكثر من محبتهم لابنته فلم لم يراعوه بها ، ألا يحفظ المرء في ولده (٢)؟ ولما ذا تخاذل هؤلاء عن نصرة رسول الله يوم أحد منهزمين عنه هاربين إلى الجبل ، ولما ذا لم نجدهم يواجهون من قال عن رسول الله «إنه ليهجر»؟
وإذا كان المعتدون يحبون رسول الله أكثر من الصدّيقة فاطمة عليهاالسلام فلما ذا أنكروا على رسول الله قبل وفاته بجرأة ليس لها نظير عند ما قال عمر مقالته المشئومة أمام حشود المسلمين غير مبال ولا خائف أن يثور الرأي العام ضده ، بل
__________________
(١) الزهراء المعصومة انموذج المرأة العالمية ص ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) أشارت مولاتنا الزهراء عليهاالسلام بخطبتها فقالت : أما كان رسول الله أبي يقول المرء يحفظ في ولده؟