ويقول عمر بن الخطّاب : (أقضانا علي) (١) ويقول رسول الله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة والحكمة فليأت الباب».
وقال هو عليهالسلام :
«علّمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب» (٢).
ومن الواضح أن العالم مقدّم على الجاهل ، يقول الله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٣).
وثالثها : أنه عليهالسلام كان مستغنيا عن غيره ، وغيره كان محتاجا إليه ، ألم يقل أبو بكر : «أقيلوني فلست بخير فيكم وعليّ فيكم» (٤)!
ألم يقل عمر في أكثر من سبعين موضعا : «لو لا عليّ لهلك
__________________
(١) صحيح البخاري في تفسير قوله تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ...) وطبقات ابن سعد ج ٦ / ١٠٢ والاستيعاب ج ١ / ٨ وج ٢ / ٤٦١ وحلية الأولياء ج ١ / ٦٥ ، ومطالب السئول ص ٢٣ ومواقف الإيجي ج ٣ / ٢٧٦ وشرح ابن أبي الحديد ج ٢ / ٢٣٥ ، الغدير ج ٣ / ٩٦.
(٢) ورد بألفاظ متعددة ، وبطرق كثيرة في مصادر الخاصة والعامة ناهزت الخمسين.
(٣) سورة الزمر : ٩.
(٤) الموجود في المصادر هكذا : «لست بخيركم وعلي فيكم» ويظهر أن ما في المتن تصحيف لما قلنا. ولاحظ شرح التجريد للقوشجي ص ٣٧١ ، ط / حجري ، أو أن تكون العبارة هكذا : «لست بخير وعليّ فيكم» أي ما دام فيكم ، لذا حاولوا قتله مرارا ، كان آخرها لمّا وكّل أبو بكر خالدا ، وقد ذكرنا القصة في البحوث السابقة فلتراجع.