ويؤيد ذلك إذا انضم إليه ما ذكره صاحب الذريعة في شأن رجال ابن الغضائري الذي هو مبدأ شيوع هذه المناقشة حيث قال : «الظاهر أن المؤلف لهذا الكتاب ـ أي رجال ابن الغضائري ـ كان من المعاندين لكبراء الشيعة وكان يريد الوقيعة فيهم بكل حيلة ووجه ..».
وقال المحقّق السيّد الخوئي «رحمهالله» في رجاله :
«وأما الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري فهو لم يثبت ، ولم يتعرض له العلّامة في إجازاته ، وذكر طرقه إلى الكتب ، بل إن وجود هذا الكتاب في زمان النجاشي والشيخ أيضا مشكوك فيه ، فإن النجاشي لم يتعرض له ، مع أنه قدسسره بصدد بيان الكتب التي صنّفها الإمامية ، حتى أنه يذكر ما لم يره من الكتب ، وإنما سمعه من غيره أو رآه في كتابه ، فكيف لا يذكر كتاب شيخه الحسين بن عبيد الله أو ابنه أحمد.
والمتحصل من ذلك : أن الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري لم يثبت بل جزم بعضهم بأنه موضوع ، وضعه بعض المخالفين ونسبه إلى ابن الغضائري ..» (١).
الأمر الثاني : اشتمال كتاب سليم على أن الأئمة عليهمالسلام ثلاثة عشر ، فقد جاء فيه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«ألا وإن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختار منهم رجلين : أحدهما أنا فبعثني رسولا ونبيّا ، والآخر عليّ بن أبي طالب ، وأوحى إليّ أن اتخذه أخا وخليلا ووزيرا ووصيّا وخليفة.
ألا وإنه وليّ كل مؤمن بعدي ، من والاه والاه الله ومن عاداه عاداه الله ، لا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا كافر ، هو زرّ الأرض بعدي وسكنها ، وهو كلمة الله
__________________
(١) معجم رجال الحديث للخوئي ج ١ / ١٠٢.