المشاهدة لكونه صدر ابتداءً من الإمام الحجّة المنتظر عليهالسلام إلى الشيخ المفيد من دون دعوى المشاهدة ، وعليه فلا يكون مشمولا للعن ولا التكذيب ، لأن كل ما يصدر ابتداءً من الإمام عليهالسلام كتوجيه نداء أو رسالة عبر بعض الرائين لا يكون موردا للتكذيب كما قلنا ، لأن ناقل النداء أو الرسالة لا يدّعي لنفسه البابية أو السفارة كما كانت وظيفة السفراء الأربعة ، فتأمّل.
الشهبة العشرون :
«إن الأئمة عليهمالسلام ما كانوا بإخباراتهم تلك ـ عن علائم الظهور ـ يريدون ربط الناس بما سيقع من أجل أن يستغرقوا فيه ، أو ليكون ذلك عذرا ومبررا للوقوف على هامش الساحة في موقع المتفرج .. نعم إنهم ما كانوا يريدون ربط الناس بما سيقع ، وإنما بما وقع ، أي أنهم يريدون للناس أن يستفيدوا مما وقع ومضى لينعش بهم الأمل ، ويشحذ الهمم ويهب لهم الارتباط العاطفي والشعوري بقائد المسيرة ورائدها ، فالمطلوب إذن هو أن يسهم ما وقع في بعث الأمل ورفع درجة الإحساس والشعور والارتباط بالقائد والقيادة على مستوى أعلى وأكثر حيوية وفاعلية ويعمق في الإنسان المسلم المزيد من الشعور بالمسئولية ..» (١).
وقال في موضع آخر : «ولا يصح صرف الجهد في التعرف على ما سيحدث ، ومحاولات من هذا القبيل لن يكون لها الأثر المطلوب ما دام لم يعد ثمة مجال للاستفادة من الأخبار صحيحها وسقيمها إلا بعد وقوع الحدث» (٢).
يرد عليه :
١ ـ إن حصره لدور العلامات بما وقع فقط دون ما سيقع يؤدي إلى نسف المفهوم الشرعي للانتظار والذي أكدت عليه النصوص المتواترة عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ويطيح بأهم ركائزه المتمثلة بالعلامات قبل تحققها.
__________________
(١) دراسة في علامات الظهور / السيد جعفر مرتضى ص ٥٤ ط أولى.
(٢) نفس المصدر ص ٥٦.