ثم ألم يبدع عمر في الآذان بإسقاط «حيّ على خير العمل» (١) وزيادة (الصلاة خير من النوم).
____________________________________
(١) إن هذا الفصل (حيّ على خير العمل) كان على عهد رسول الله جزءا من الآذان ومن الإقامة ، لكنّ عمر بن الخطّاب في آخر عهده حرّمها حينما صعد المنبر مهدّدا بقوله : ثلاث كنّ على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهنّ وأحرمهنّ وأعاقب عليهنّ : متعة النساء ، ومتعة الحج ، وحيّ على خير العمل (١).
وما أفاده العامة من أن عمر بن الخطاب قد حذفها حرصا منه على ألا يترك المسلمون الصلاة اعتمادا منهم على الجهاد ليس هو العلة في حذفها ، وإلّا لما استمر العامة عليها إلى زماننا هذا لسقوط الجهاد في بعض العصور إن لم يكن جلّها ، وقد كشفت أخبار أئمة أهل البيت عليهمالسلام عن العلة الحقيقية التي أدت إلى إسقاط القوم لهذا الفصل ، فقد روى الصدوق في كتاب العلل عن ابن أبي عمير أنه سأل أبا الحسن عليهالسلام عن «حيّ على خير العمل» لم تركت من الآذان؟ فقال : تريد العلة الظاهرة (٢) أو الباطنة؟ قلت أريدهما جميعا؟ فقال : أمّا العلة الظاهرة فلئلا يدع الناس الجهاد اتكالا على الصلاة ، وأما الباطنة فإن خير العمل الولاية ، فأراد من أمر بترك حيّ على خير العمل من الآذان أن لا يقع حثّ عليها ودعاء إليها (٣).
وفي معاني الأخبار بسنده عن محمّد بن مروان عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أتدري ما تفسير (حيّ على خير العمل)؟ قال : قلت لا ، قال : دعاك إلى البرّ ، أتدري برّ من؟ قلت لا ، قال : إلى برّ فاطمة وولدها عليهمالسلام (٤).
__________________
(١) نص عليه القوشجي في أواخر مبحث الإمامة من شرح التجريد وقد أثبتنا سابقا مصادره.
(٢) أي الظاهر والمشهور عند الناس ، وإلّا فما بالخفاء لا يعلمه إلا الأوحدون وهم آل البيت عليهمالسلام.
(٣) وسائل الشيعة ج ٤ / ٦٤٧ ح ١٦ والحدائق ج ٧ / ٤٣٨.
(٤) الحدائق ج ٧ / ٤٣٨ وبحار الأنوار ج ١٨ / ١٧٠ ومعاني الأخبار ص ٤١.