كلمة ختامية
ليعذرني القارئ الكريم إذا وجد ما لا يبعث على الرضا والقبول ، وليعلم أن الحق ثقيل على النفوس التي أخلدت إلى الأرض فاتّبعت الشهوات والنزوات والأغراض الشخصية ، لكنّ القلوب الطيّبة لا تأنس إلّا بالحق ، فهو عندها أحلى من الشّهد.
كما أود أن يعفو عن هفوات ـ إن كان ثمة هفوات فيه ـ ويتقبّلها بعين الرضا وحسبة إلى المولى عزوجل ، وعذري أنني لم أتقصّدها بل غايتي رضا الله تعالى ورسوله ومواليّ الميامين عليهمالسلام والذّود عنهم أداء لحقهم وشكرهم حينما رأيت تكالب الناس على نبذ فضائلهم ومآثرهم والتقرب إلى أعدائهم وممالأتهم.
ثم إنّ ما حفل به هذا الشرح من براهين وأدلة لم يكن الهدف منه الجمود والاقتصار عليها ، بمقدار ما كان مجرد اختزال لها وإجمال لتفاصيلها ، حرصا على أن لا يملّ القارئ ، مضافا إلى حرصنا على عدم تضخيم حجم الكتاب ، لذا أجملت البحوث قدر المستطاع ، وأدمجت بعضها ببعض تتميما للفائدة وتذكيرا وتنبيها لروّاد الحقيقة ، ومن ثمّ لم أعلّق على كثير من مفاهيم العقيدة والتاريخ والفقه للنكتة المتقدّمة ، لكنّ الشرح ـ والحمد لله ـ جاء وافيا شافيا وقاطعا للعذر وبوار الدعوى التي تمسّك بها المشكّكون والمرجفون والمائلون المتلونون ، نسأل الله العليّ القدير أن يسدّدنا ويعصمنا عن الوقوع في الزلات ، ويبعد عنّا مضلات الفتن ، ويلبسنا العافية في الدين والدنيا ، ونعوذ بالله تعالى من همزات الشياطين ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أنه مجيب كريم وبعباده رءوف رحيم.
ـ تمّ الفراغ من شرح هذا السفر الجليل في اليوم التاسع والعشرين من شهر رجب الأصبّ عام اثنين وعشرين بعد الألف والأربعمائة للهجرة ، على مهاجرها السلام ، هذا مع كثرة الأشغال وتوارد الهموم والغموم الصارفة ، وكتبه أقلّ العباد