الثالث قال : فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم» (١). ومما يزيد في القضية اضطرابا ما يروى أن الإمام عليهالسلام بعث ابنته أمّ كلثوم ليراها ولم يأت عمر إليها بل هي زحفت إليه لتريه جمالها فإن وافق قبلت به وإلّا فالخيار له وليس لها ، قال ابن الأثير الجزري : «خطبها عمر بن الخطّاب إلى أبيها عليّ ، قال : إنها صغيرة ، فقال عمر : زوّجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد ، فقال له عليّ : إني أبعثها إليك ، فإن رضيتها فقد زوجتكها ، فبعثها إليه ببرد ، وقال لها : قولي له : هذا البرد الذي قلت لك ، فقالت ذلك لعمر ، فقال : قولي له : قد رضيت رضي الله عنك ، ووضع يده عليها ، فقالت : أتفعل هذا؟ لو لا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر ، وقالت له : بعثتني إلى شيخ سوء ، قال : يا بنية إنه زوجك ، فجاء عمر فجلس إلى المهاجرين في الروضة ـ وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون ـ فقال : رفئوني ، فقالوا : بما ذا يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجت أمّ كلثوم بنت علي سمعت رسول الله يقول : «كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي وصهري» وكان لي به عليه الصلاة والسلام النسب والسبب ، فأردت أن أجمع إليه الصهر فرفئوه ، فتزوّجها على مهر أربعين ألفا ، فولدت له زيد بن عمر الأكبر ورقية» (٢).
وقال العسقلاني :
«قال ابن أبي عمر المقدسي ، حدّثني سفيان عن عمرو عن محمد بن علي : على أن عمر خطب إلى عليّ ابنته أمّ كلثوم ، فذكر له صغرها ، فقيل له : إنه ردّك فعاوده ، فقال له عليّ : أبعث بها إليك ، فإن رضيت فهي امرأتك ، فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها ، فقالت : مه! لو لا أنك أمير المؤمنين للطمت عينيك» (٣).
__________________
(١) الإصابة ج ٤ / ٤٩٢.
(٢) أسد الغابة ج ٧ / ٣٧٧.
(٣) الإصابة في تمييز الصحابة ج ٤ / ٤٩٢ ، هذه الأخبار معارضة لأخبار أخر مفادها : أن عمر خطب أم كلثوم إلى الإمام علي فاعتلّ بصغرها ، فقال له : لم أكن أريد الباه ولكن سمعت رسول الله يقول : كل حسب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي. البحار ج ٤٢ / ٩٧ ح ٢٩.