في بيتها ، وما يدرينا لعلّ المراد من بيتها هو الذي اتخذه لها أمير المؤمنين عليهالسلام في البقيع لتبكي على أبيها بعد أن منعها أبو بكر وعمر من ذلك ، فبهذا يمكن الجمع بين الطائفة التي قالت : إنها ـ بنفس هي وأبي وأمي ـ دفنت في بيتها ، وبين الطائفة التي دلت على أنها صلوات الله عليها دفنت في البقيع.
نعم هناك خبر يشير إلى أنها دفنت في بيتها الملصق بحجرة رسول الله فلمّا زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد (١). فقوله (لما زادت بنو أمية ..) قرينة على أن البيت هو المتاخم لحجرة رسول الله ، فتصرف الروايات إليه.
لكنه غير كاف لضعفه ، فنبقى مع الأخبار التي دلت على أن أمير المؤمنين عليهالسلام «لمّا مضى شطر من الليل أخرجها ومعه ولداه الحسن والحسين وعمّار والمقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة ... وسوّى قبرها مع الأرض مستويا فمسح مسحا سواء مع الأرض حتى لا يعرف موضعه» وفي بعض النصوص حفر أربعين قبرا فأراد عمر أن ينبشها فقال له الإمام عليهالسلام : والله لو رمت ذلك يا ابن صهّاك لأرجعت إليك يمينك ، ولئن سللت سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك ، فانكسر عمر وسكت (٢).
(٢) كيف نجمع بين قوله «إن الزهراء أصرت على إبقاء قبرها غير معروف؟ مع أنها كانت قمة في التسامح من أجل أن المسألة كانت احتجاجية» وبين قوله : «إنّ أبا بكر وعمر قد جاءا لاسترضائها قبل وفاتها فرضيت عنهما؟» (٣).
الشّبهة السادسة :
كيف ترك أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام زوجه الزهراء عليهاالسلام تواجه التحدي لوحدها ، ألا يجدر به عليهالسلام أن يردّ على عصابة الضلال بدلا من الصدّيقة الطاهرة عليهاالسلام ، أو أن تردّ فضة مثلا على القوم؟
__________________
(١) أصول الكافي ج ١ / ٤٦٠ ح ٩.
(٢) بحار الأنوار ج ٤٣ / ١٩٣ وص ١٩٩ وص ٢١٢.
(٣) خلفيات كتاب مأساة الزهراء عليهاالسلام ج ٦ / ٢٢٦.