رابعا :
عدم إشارة الصدّيقة الطاهرة عليهاالسلام إلى ضربها أو لطمها ، وكذا عدم إشارة أمير المؤمنين إلى تلك الأعمال الصادرة من القوم في حق مولاتنا الزهراء عليهاالسلام إنما هو من جهة عدم الاعتناء لما صدر منهم ، فإن الأكابر والأعاظم من الناس فضلا عمّن هو في مقام العصمة والولاية لا يعبئون بما يصدر من الأرذال في حقهم من الوهن وعدم رعاية الاحترام بمثل الضرب واللطم ، فإن هؤلاء الأرذال بنظر الأكابر هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا ، فهل ترى أن حيوانا رفس شخصا جليلا أن يقابله بمثل عمله وسوء صنيعه؟ أو يأتي هذا الشخص إلى حشد من الناس شاكيا من عمل هذا الحيوان؟ بل إذا خاطبهم الجاهلون بالأفعال الشنيعة كالضرب واللطم والشتم وأمثاله مروا كراما وقالوا سلاما ، من هذا المنطلق لم تتعرض الصدّيقة الطاهرة ، هي وزوجها المقدّس إلى أعمال القوم لهذه العلة ، وأمّا شكواها من غصب الخلافة وغصب فدك فإن لهذين الأمرين من الأهمية ما ليست لغيرهما.
رأي العلّامة السيد عبد الحسين شرف الدين «أعلى الله مقامه الشريف» :
يتمسك منكر الاعتداء على الصدّيقة الطاهرة عليهاالسلام لتأكيد دعواه ـ التي لم يقم عليها الدليل ـ بأن الحجّة السيّد شرف الدين (قدسسره) لم يذكر في كتابيه النص والاجتهاد والمراجعات قضية الاعتداء عليها داخل الدار بل قال له : إن الثابت أنهم جاءوا بالحطب ليحرقوا الباب.
والجواب :
١ ـ لم تقتض المصلحة آنئذ أن يذكر الحجّة السيّد «أعلى الله مقامه الشريف» قضية لطم وضرب الصدّيقة الطاهرة وإسقاط جنينها محسن عليهالسلام ، إذ لكل مقام مقال ، فعدم ذكره للقضية صريحا في كتابيه ليس دليلا على عدم اعتقاده بمسألة الاعتداء على جدته الزهراءعليهاالسلام.
٢ ـ إن السيّد شرف الدين قد ذكر في هامش المراجعة ٨٣ ناقلا عن