لكنّ عليّ بن أبي طالب لم يكن أهلا للخلافة ، حيث إنّه كان صغير (١) العمر ، بينما كان أبو بكر كبير العمر.
____________________________________
(١) ليس صغر السنّ عائقا لتسلّم القيادة العليا في المجتمع ، وبتعبير آخر : ليس شرطا لتسلّم الخلافة الربانيّة في الإسلام وذلك لأمور :
١ ـ لأن القيادة تحتاج إلى رشد عقلي ممتاز وكما نفسي وروحي يؤهل صاحبه لقيادة الناس إلى سبيل الرشاد ، ومن الواضح أن الرشد العقلي لم يكن متوفرا بأقصى حدوده عند أحد غير مولانا أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام باعتراف عمر بن الخطّاب حينما قال :
«لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن».
وليس ثمة استحالة عقلية في أن يتسنّم الصغير سدة الخلافة ما دام الأمر يدور مدار النبوغ العقلي ، وهذا كان متوفرا في مولانا عليّ المرتضى عليهالسلام ، وقد برز في التاريخ نوابغ شهدت لهم البشرية ، منهم على سبيل المثال لا الحصر :
أ ـ أسامة بن زيد بن حارثة ، «أمه أم أيمن حاضنة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هو وأيمن اخوان لأم ، استعمله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ، ذكر ابن مندة أن النبيّ أمر أسامة بن زيد على الجيش وأمره أن يسير إلى الشام وفيهم عمر بن الخطاب ، فلما اشتد المرض برسول الله أوصى أن يسير جيش أسامة ، فساروا بعد موته صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
ب ـ هشام بن الحكم ، أحد أكابر أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، فتق علم الكلام ، وكان مبرّزا عند مولانا الصادق عليهالسلام ومن المقربين وهو لا يزال فتى صغيرا لم تخطّ لحيته ، وكان الإمام عليهالسلام يحترمه ويقدّمه على أصحابه ، يروي
__________________
(١) أسد الغابة ج ١ / ١٩٥ والإصابة في تمييز الصحابة ج ١ / ٣١.