قال العلويّ : الأدلة في عدم إيمانه كثيرة ، ويكفي في ذلك.
إن المسلمين ـ وفيهم الصحابة ـ اجتمعوا عليه فقتلوه ، وأنتم تروون أن النبيّ قال : (لا تجتمع أمتي على خطأ) فهل يجتمع المسلمون ـ وفيهم الصحابة ـ على قتل (١) مؤمن؟
____________________________________
(١) استدلال العلويّ بالقول المنسوب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «لا تجتمع أمتي على خطأ» على صحة قتل الناس عثمان بن عفان ، وكون ذلك دليلا على عدم إيمانه ، غير تام وذلك : لعدم وجود ملازمة بين استحقاق القتل وبين سلب صفة الإيمان عن مستحق القتل ، وإلّا لحكمنا بعدم إيمان كل من وجب عليه الحد أو القصاص ، ولا أحد قائل بهذا ، نعم إن ارتكاب المعصية ـ حسبما جاء في النصوص (١) ـ يسلب الإيمان ، وكلّما ازداد المرء معصية كلّما تناقص منه روح الإيمان إلى أن يضمحل ، وقد يكون مراد العلويّ بعدم الإيمان ، هو عدم الاعتقاد بما جاء به النبيّ بشأن خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام ولكثرة ما ارتكبه عثمان من جرائر بحق المسلمين الآمنين ، فخانه التعبير ، فجعل ملازمة بين القتل وبين سلب الإيمان عنه ، وكان الأولى الاستدلال بأخبار ارتداد أصحابه كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ألا لأعرفنّكم ترتدون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
وفي خبر آخر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «بينا أنا على الحوض ، إذ مرّ بكم زمرا فتفرق بكم الطرق ، فأناديكم : ألا هلمّوا إلى الطريق ، فيناديني مناد من ورائي ، إنهم بدّلوا بعدك فأقول ألا سحقا ، ألا سحقا» وقد رواهما العامة في مصادرهم.
__________________
(١) ورد عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : إن الكذب هو خراب الإيمان. ميزان الحكمة ج ٦ / ٣٦٧٤ ، وورد عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : كان أبي يقول : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة ، إن القلب ليواقع الخطيئة ، فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله. ميزان الحكمة ج ٣ / ٩٩٤.