وهكذا نلاحظ العلامات دائما تأخذ بأيدينا وأبصارنا وعقولنا إلى ما سيقع لا إلى ما وقع.
٢ ـ إن دعوى عدم وجود فائدة من دراسة العلامات قبل وقوعها ، والتأكيد على عدم جدوى التحقيق في موضوعاتها والاطلاع عليها ، والاهتمام بها قبل وقوعها ، يساهم في تجهيل القواعد الشعبية المؤمنة بقيام الحجّة المنتظر والمعتقدة بوجوب نصرته والذبّ عنه ، تجهيليها بكل ما يدور من حولها من مخططات عدوانية لضرب الدين باسم الدين ، ولو لا دور العلامات من خلال ما جاءت به النصوص عنهم ودراستها وترقب حدوثها لكان انحرف كثيرون من الناس بواسطة دعاة المهدوية المزيفة التي تطلّ على المسلمين بين الحين والآخر ، بل ولم ينجح هؤلاء في تضليل بعض المسلمين على امتداد التاريخ إلّا بسبب جهل هذا البعض بالعلامات الحقيقية عن الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام ، وعدم اطلاعهم عليها واهتمامهم بها قبل تحققها. فقد حذّرت رواياتنا من جماعة يستغلون الدين وشعاراته ليحرفوا الأمة عن مسارها ، من هذه الروايات ما جاء عن مولانا الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : «لترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي» (١).
وفي حديث آخر عنه عليهالسلام قال : «لا يخرج القائم حتى يخرج اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه» (٢).
وفي حديث عن الإمام الباقر عليهالسلام مع بريد عن علامات الظهور القريبة قال : يا بريد اتق جمع الأصهب ، قلت : وما الأصهب؟ قال : الأبقع ، قلت : وما الأبقع؟ قال : الأبرص ، واتق السفياني واتق الشريدين من ولد فلان ، يأتيان مكة يقسمان بها الأموال ، يتشبهان بالقائم ، واتق الشذاذ من ولد آل محمّد (٣).
__________________
(١) غيبة النعماني ص ١٥١.
(٢) غيبة الطوسي ص ٢٦٧.
(٣) بحار الأنوار ج ٥٢ / ٢٦٩ ح ١٦٠.