ثم قال لهم الإمام عليّ عليهالسلام : لا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ، ولم أذكّركم حقي ، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته ، فقال له عمر : ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه! ثم دخل عليّ عليهالسلام بيته.
وقال عمر لأبي بكر : أرسل إلى عليّ فليبايع ، فإنّا لسنا في شيء حتى يبايع ولو قد بايع أمناه ، فأرسل إليه أبو بكر أجب خليفة رسول الله ، فأتاه الرسول فقال له ذلك ، فقال له الإمام عليّ عليهالسلام : سبحان الله ما أسرع ما كذبتم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم! إنه ليعلم ويعلم الذين حوله ، أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري! وذهب الرسول فأخبره بما قال له ، قال : اذهب فقل له : أجب أمير المؤمنين أبا بكر فأتاه فأخبره بما قال ، فقال الإمام عليّ عليهالسلام : سبحان الله ما والله طال العهد فينسى! والله إنه ليعلم أن الاسم لا يصلح إلا لي ، ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلموا عليّ بإمرة المسلمين ، فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة فقالوا : أمن الله ورسوله؟ فقال لهما رسول الله : نعم حقا من الله ورسوله ، إنه أمير المؤمنين وسيّد المرسلين وصاحب لواء الغرّ المحجلين ، يتعهده الله عزوجل يوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنّة وأعداءه النار! فانطلق الرسول فأخبره بما قال ، قال فسكتوا عنه يومهم ذلك.
فلما كان الليل حمل عليّ عليهالسلام فاطمة عليهاالسلام على حمار ، وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسينعليهماالسلام ، فلم يدع أحدا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أتاه في منزله ، فناشدهم الله حقه ودعاهم إلى نصرته ، فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة ، فإنّا حلقنا رءوسنا وبذلنا له نصرتنا ، وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته ، فلما رأى عليّ عليهالسلام خذلان الناس إياه ، وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته ، فقال عمر لأبي بكر : ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإنه لم يبق أحد إلا قد بايع غيره ، وغير هؤلاء الأربعة.