قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد [ ج ٢ ]

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد [ ج ٢ ]

تحمیل

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد [ ج ٢ ]

680/765
*

إلّا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ..» (١).

والعبرة التي نستخلصها من هذا الحديث الشريف هي أمور :

الأول : أن سوء الأعمال تحجب عن رؤية الإمام عليه‌السلام ، إذ كيف يلتقي الظلام بالنور. فبما أن ابن مهزيار وصل إلى مرحلة الإخلاص تشرف باللقاء ، ومنه نفهم أن الإمام يحتجب عمّن يخاف منه على الإمام عليه‌السلام ، وأفلح عند ما قال السيّد المرتضى أعلى الله مقامه :

«إذا كانت العلة في استتار الإمام خوفه من الظالمين ، واتقائه من المعاندين ، فهذه العلة زائلة في أوليائه وشيعته ، فيجب أن يكون ظاهرا لهم ، وغير ممتنع أن يكون الإمام يظهر لبعض أوليائه ممن لا يخشى من جهته شيئا من أسباب الخوف ، وأن هذا مما لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه ، وإنما يعلم كلّ واحد من شيعته حال نفسه ، ولا سبيل له إلى العلم بحال غيره» (٢).

وقال شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله مقامه :

«والذي ينبغي أن يقال : إنّا أولا لا نقطع على استتاره عن جميع أوليائه بل يجوز أن يبرز لأكثرهم ولا يعلم كل إنسان إلّا حال نفسه ، فإن كان ظاهرا له فعلّته مزاحة ، وإن لم يكن ظاهرا علم أنه إنما لم يظهر له لأمر يرجع إليه وإن لم يعلمه مفصّلا لتقصير من جهته ..» (٣).

وقال جمال العارفين ابن طاوس أعلى الله مقامه :

«الإمام عليه‌السلام حاضر مع الله جلّ جلاله على اليقين ، وإنما غاب من لم يلقه عنهم ، لغيبته عن حضرة المتابعة له ولربّ العالمين ..» (٤).

__________________

(١) دلائل الإمامة للطبري ص ٢٩١ ـ ٢٩٢ وبحار الأنوار ج ٥٢ / ٩ ـ ١٢.

(٢) بحار الأنوار ج ٥٣ / ٣٢٣ نقلا عن السيد المرتضى.

(٣) بحار الأنوار ج ٥٣ / ٣٢٣ نقلا عن السيد الطوسي.

(٤) بحار الأنوار ج ٥٣ / ٣٢٣ نقلا عن السيد ابن طاوس.