قال العلوي :
أمّا كلامك إنه في القرآن ، فجوابه :
إن القرآن فيه مجازات وكنايات يجب المصير إليها ، فالمراد (بالضلال) إنّ الله يترك الإنسان الشقي ويهمله حتى يضلّ ، وذلك مثل قولنا :
«إن الحكومة أفسدت الناس» فالمعنى أنها تركتهم لشأنهم ولم تهتم بهم ، هذا أولا ، وثانيا : ألم تسمع قول الله تعالى : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف / (٨٢)) وقوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان / ٣)) وقوله (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ* وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد / ٨ ـ ٠ ١).
وثالثا : لا يجوز عقلا أن يأمر الله بالمعصية (١) ثم يعاقب عليها ، إنّ هذا بعيد من عوام الناس ، فكيف من الله العادل المتعال سبحانه وتعالى عمّا يقول المشركون والظالمون علوّا كبيرا.
____________________________________
مسألة الهدى والضلال من المسائل العقيدية الهامة التي كثر الكلام حولها لأهميتها في الإسلام سيّما أنّ القرآن الكريم ذكرها في مواضع عدة ، لذا ومن خلال هذه الآيات التي ظاهرها نسبة الهدى والضلال إلى الله سبحانه انقسم المسلمون إلى فرقتين :
الفرقة الأولى : وتسمّى بالجبرية ، وهذه الفرقة تعتقد بأنّ الإنسان مجبر على أفعاله ، خيرها وشرّها ، ولا دخل له في تقرير مصيره ما دام الله سبحانه وتعالى هو ـ