لا يمكن فهمها حتى بالوحي على حدّ زعمه ، لذا فليس لأحد من البشر أن يفهمها حتى بالوحي ، فيجب أن تكون هذه العقيدة إما للمجانين الذين لا عقل لهم حتى ينهاهم عن قبول المتناقضات ، وإما لكائنات أخرى عقولها فوق عقول البشر ، وكذا ما صوّره لنا ابن خزيمة فهو إما للمجانين ، وإما لكائنات عقولها فوق مستوى عقولنا ، فلسنا بمكلّفين بالاطّلاع عليها ، فإذا كانت بهذه المثابة فلم ذكرتها الأحاديث بزعمهم ما دامت خارجة بفهمها عن إدراك العقل لها ، وهل يمكن للنبيّ أن يستعرض أفكارا أمام السذّج من المسلمين مع أنه قال : إنّا معشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم؟!
هذا من جهة الضحك ، وأما ما نسبوه إلى الربّ من البكاء ، فقد روى الشهرستاني عن بعضهم ، قالوا :
إن الله سبحانه بكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه (١).
* * * * *
__________________
(١) الملل والنحل ج ١ / ١٠٦.