روايات ابن أذينة عن أبان وعدم التوافق الزمني بين ابن أذينة وسليم ، فإن سليما توفي عام ٧٦ ه ـ وابن أذينة توفي سنة ١٦٨ ه ـ ، فيبعد روايته عنه ، مع عدم وجود روايته عنه في غير هذا المورد. ويؤيده أن الحسين بن سعيد نفسه قد روى عن ابن أذينة عن سليم بتوسط أبان كما في التهذيب ج ٦ / حديث ٩٠٦ ، ويؤيدها أيضا الكيفيّة التي ينقلها ابن أذينة في مفتتح الكتاب عن انتقال الكتاب إليه حيث تعطي ذلك عدم سابقة له مع سليم ولا كتابه قبل ذلك أصلا ، قال عمر بن أذينة : دعاني أبان بن أبي عياش قبل موته بشهر فقال لي : إني رأيت البارحة رؤيا أني خليق أن أموت سريعا ، إني رأيتك الغداة ففرحت بك ، إني رأيت الليلة سليم بن قيس الهلالي فقال لي : يا أبان إنك ميّت في أيامك هذه ، فاتق الله في وديعتي ولا تضيّعها ، وف لي بما ضمنت من كتمانها ولا تضعها إلّا عند رجل من شيعة عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه له دين وحسب» (١).
(٢) عدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهمالسلام ويظهر ذلك مما ذكره أبان في مقدمة كتاب سليم حيث عرض كتاب سليم على الإمام السجّادعليهالسلام فأقره عليه الإمام زين العابدين عليهالسلام وقال : هذه أحاديثنا صحيحة. وذكر الكشي عرض الحديث المذكور آنفا على الإمام الباقر عليهالسلام بعد أبيه السجّاد ، وأنه اغرورقت عيناه وقال : صدق سليم ، وقد أتى أبي بعد قتل جدي الحسين عليهالسلام وأنا قاعد عنده ، فحدّثه بهذا الحديث بعينه فقال أبي : صدق ، وقد حدّثني أبي وعمي الحسن بهذا الحديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام (٢).
ولا نرى وجها لتضعيفه إذ لم يذكر لنا من ضعّفه وجه ذلك مع كونه من أصحاب الأئمةعليهمالسلام فالجزم بضعفه ـ حسبما عبّر العلّامة الممقاني في رجاله ـ مشكل بعد تسليم مثل سليم بن قيس كتابه إليه وخطابه بابن الأخ ، ومن لاحظ حال
__________________
(١) كتاب سليم ص ٥٨ ط / دار الإرشاد ، وج ٢ / ٥٥٦ تحقيق الخوئيني.
(٢) كتاب سليم ص ٧ ، وج ٢ / ٥٥٩ وص ٦٢٨ وص ٩٢٤.