«بعدي» خاصة وأن حرف (نا) وحرف (ي) يتقاربان في الرسم إلى حد ما.
قال العلّامة المجلسي (قدسسره) : «وقد وجدنا في بعض النسخ «بعدي» من دون تصحيف (١). وكما يحتمل تصحيف كلمة «بعدي» إلى «بعدنا» كذلك يحتمل تصحيف كلمة «أحد عشر» إلى «اثنا عشر» كما أشار العلّامة المجلسي إلى ذلك في البحار. وهذا لا يصير سببا للقدح بالكتاب ، إذ قلّما يخلو كتاب من إضعاف هذا التصحيف والتحريف ، ومثل هذا موجود في الكافي وغيره من الكتب المعتبرة ، كما لا يخفى على المتتبع.
ويؤيد ذلك أن هذا الحديث بعينه مذكور في الحديث ١٤ من كتاب سليم أيضا بهذه العبارة : «إن الله نظر نظرة ثالثة ، فاختار منهم بعدي اثني عشر وصيّا من أهل بيتي وهم من خيار أمتي ، منهم أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد ..» ثم أورد في آخر الحديث ذكر أسمائهم بقوله : «أول الأئمة عليّ خيرهم ثم ابني الحسن ..» (٢).
ثانيا : هناك نصوص كثيرة في كتاب سليم بلغ تعدادها أربعة وعشرين ، عدا عن الموارد الأخرى الكثيرة الدالة على أن عدد الأئمة اثنا عشر (٣) إماما.
وعليه فإن نسبة «الأئمة ثلاثة عشر» إلى كتاب سليم غير صحيحة ، فلا معنى حينئذ للتمسك بنص واحد للطعن على الكتاب كلّه بحجّة أنه قد جعل الأئمة ثلاثة عشر.
فإذا دار الأمر بين نصّ واحد [اعتبره البعض دليلا على وضع الكتاب] وبين أربع وعشرين نصّا ، فلا شك أن دفة الترجيح ستكون للأكثر ، إذ كيف يقابل نص واحد أربعا وعشرين نصّا؟ لا سيّما مع احتمال حصول تصحيف في كلمة «بعدنا» كما أشرت آنفا إليه.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢٢ / ١٥٠.
(٢) كتاب سليم ج ٢ / ٦٨٦ ح ١٤.
(٣) راجع : كتاب سليم بن قيس ج ١ / ١٧٣ ـ ١٨٠.