٦ ـ قبل البعثة : بثلاث سنين.
أرجح الأقوال هو السادس وذلك لأن عمر خديجة عليهاالسلام يوم وفاتها خمسون سنة على الأصح (١). وبقية الأقوال لا تساعد عليها القرائن وذلك : أما على الرأي الأول فيكون عمرهاعليهاالسلام يوم ماتت ٧٢ عاما لأن عمرها يوم تزوجت ـ حسبما عليه جمهور العامة ـ أربعون عاما ، يضاف إليها عشرون قبل البعثة ، ثم اثنا عشر ما بعد البعثة ، فيكون المجموع ما ذكرنا ، وهو خلاف المشهور من أن عمرها يوم ماتت خمسون عاما.
وعلى الرأي الثاني يكون مجموع عمرها يوم ماتت ٦٨ عاما ، وعلى الرأي الثالث ، عمرها ٦٧ عاما ، وعلى الرابع ٦٢ عاما. وعلى الخامس ٥٧ عاما ، فيكون عمر رقية وأم كلثوم حدود الأربعة أو خمسة سنين.
ويرجح ما قلنا أنهم قالوا : إنها عليهاالسلام لم تلد في الجاهلية سوى عبد مناف. هذا مضافا إلى «تأكيد الدولابي والدياربكري : أن عثمان قد تزوّج رقية في الجاهلية. ومعنى ذلك أن ما يذكرونه من زواج بنتي رسول الله بابني أبي لهب لا يصح ، إذا لوحظ ما يذكرونه من سبب طلاقهما إياهما.
فالقول بأن رقية وأم كلثوم قد ولدتا في الجاهلية ، ثم كبرتا ، وتزوجتا بابني أبي لهب ، ثم بعثمان ، يصبح موضع شك وريب» (٢). بل هو باطل قطعا لأن زواج عثمان متأخر عن زواج ابني أبي لهب وذلك بملاحظة ما ورد من أن رقيّة وأم كلثوم كانتا أصغر من الصدّيقة الطاهرة التي ولدت في السنة الخامسة من البعثة على أرجح الأقوال. هذا مضافا إلى أنّ جماعة من المؤرخين ـ أمثال القسطلاني والمقدسي والسهيلي ـ نصوا على أن أولاد النبيّ كلّهم قد ولدوا بعد النبوة باستثناء عبد مناف بحسب بعض الأقوال.
__________________
(١) دلائل النبوة للبيهقي ج ١ / ٧١.
(٢) بنات النبي ص ٧٥.