السمريّ الوفاة ، سئل أن يوصي فقال : لله أمر هو بالغه ، فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد مضي السمريّ رضي الله عنه (١).
وهكذا رآه بعض أصحاب الإمام الحسن العسكري عليهالسلام في حياة أبيه.
هذا طرف يسير مما جاء في النصوص على ميلاد الإمام المهديّ عجّل الله فرجه الشريف ، والروايات في ذلك كثيرة قد دوّنها أصحاب الحديث من هذه العصابة المرحومة وأثبتوها في كتبهم (٢) فتراجع ، وهكذا النصوص التي دلت على من شاهد القائم المهديّ عليهالسلام ورآه وكلّمه ، يجدها مبثوثة في كتبنا بكثرة تفوق التواتر بعشرات المرات (٣). وأما كتب المخالفين فليس فيها شيء مما ذكرته مصادرنا بخصوص ولادة مولانا الحجّة المنتظر عليهالسلام سوى ما ذكره بعض علمائهم وقد تقدّمت أسماؤهم ، وسوى ما رواه ثلة منهم أمثال الحمويني الشافعي وابن الصبّاغ المالكي والقندوزي الحنفي.
* فقد روى الحمويني بسنده عن عبد الله بن عبّاس قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر ، أوّلهم أخي وآخرهم ولدي. قيل : يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : عليّ بن أبي طالب ، قيل : فمن ولدك؟ قال : المهديّ الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب (٤).
__________________
(١) كمال الدين ص ٤٣٢ ح ١٢.
(٢) كمال الدين والغيبة للنعماني ، وأصول الكافي ، وغيبة الطوسي.
(٣) مضافا للمصادر المتقدّمة ، فليراجع : مدينة المعاجز للبحراني ، وجنّة المأوى للطبرسي والبحار للمجلسي وإلزام الناصب للحائري.
(٤) فرائد السمطين ج ٢ / ٢٠٢ حديث ٥٦٢ باب ٦١.