قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد [ ج ٢ ]

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد [ ج ٢ ]

تحمیل

أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد [ ج ٢ ]

64/765
*

في النادي من المسلمين والمشركين فتفرقت قريش مسرورين وقالوا : قد ذكر محمّد آلهتنا بأحسن الذكر (١).

٨ ـ قال الزمخشري : «والسبب في نزول هذه الآية (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ..) إن رسول الله لمّا أعرض عنه قومه وشاقوه وخالفه عشيرته ولم يشايعوه على ما جاء به : تمنّى لفرط ضجره من أعراضهم ولحرصه وتهالكه على إسلامهم أن لا ينزل عليه ما ينفرهم ، لعله يتخذ ذلك طريقا إلى استمالتهم واستنزالهم عن غيّهم وعنادهم ، فاستمر به ما تمناه حتى نزلت عليه سورة (والنجم) وهو في نادي قومه ، وذلك التمنى في نفسه ، فأخذ يقرؤها فلما بلغ قوله (ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان في أمنيته التي تمناها أي : وسوس إليه بما شيعها به ، فسبق لسانه على سبيل السهو والغلط إلى أن قال : تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهنّ لترتجى. وروي : الغرانقة ، ولم يفطن له حتى أدركته العصمة فتنبه عليه ، وقيل : نبهه جبريل عليه‌السلام ، أو تكلم الشيطان بذلك فأسمعه الناس ، فلما سجد في آخرها سجد معه جميع من في النادي وطابت نفوسهم ، وكان تمكين الشيطان من ذلك محنة من الله وابتلاء ...» (٢).

وروى أسطورة الغرانيق غير ما قدّمناه (٣) ، ونسبها الرازي إلى عامة المفسرين الظاهريين (٤).

هذه هي خلاصة أسطورة «الغرانيق» التي أوردها ـ ليس الطبري فحسب ـ بل عامة المفسرين الظاهريين بل والمؤرخين أيضا ، وبات يرددها المستشرقون المغرضون ، فاتخذوها ذريعة لضرب الإسلام وللتشكيك بمعتقداته ، لا سيّما بالقرآن الكريم مصدر التشريع والتقنين عند المسلمين ، فإذا سهل النيل منه ، نالوا

__________________

(١) تفسير غرائب القرآن للنيسابوري ج ١٧ / ١٠٤ بهامش تفسير الطبري ، طبع بولاق ـ مصر.

(٢) تفسير الكشاف ج ٣ / ١٦١ ، سورة الحج : ٥٢.

(٣) أمثال : الشربيني في تفسيره السراج المنير ج ٣ / ٥٥٩ ، وتفسير الطبري : جامع البيان ج ٩ / ١٧٣.

(٤) تفسير الرازي ج ٢٣ / ٥٠ سورة الحج.