الهجرة ، وفي بعضها ما يدل على أن ميلاده كان قبل ذلك ، وإن كان الثالث مردودا للاتفاق على أن شهادة جعفر كانت في سنة ثمان للهجرة ، وقد تزوّج أبو بكر أسماء بنت عميس في نفس السنة التي استشهد فيها زوجها جعفر رضي الله عنهما وأرضاهما.
قال المير حامد حسين في «استقصاء الإفحام» نقلا عن فخر الدين الدهلوي قال : ولد (أي محمد بن أبي بكر) عام حجة الوداع بذي الحليفة ، أو بالشجرة سنة ثمان ، وقال ابن أثير الجزري في جامع الأصول : إنه ولد سنة ثمان ، وأشار إلى هذا الاختلاف القاضي تقي الدين المالكي في العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ، وأبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال والذهبي في اختصار تهذيب الكمال وابن عبد البرّ في الاستيعاب» (١).
٢ ـ دلت الروايات من غير طريق سليم أن محمّد بن أبي بكر تكلّم مع أبيه عند الموت ، فقد أورد العماد الطبري في تاريخه المعروف بكامل البهائي روايتين في ذلك :
الأولى : سأل أمير المؤمنين عليهالسلام محمّد بن أبي بكر يوما ، فقال : أما قرأ أبوك عندك قبل موته هذه الآية (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)؟ فقال لك عمر : احذر يا بنيّ ، لا يسمع منك عليّ بن أبي طالب ما قال أبوك فيشمت بنا؟ ثم تبسّم أمير المؤمنينعليهالسلام حينما أخبر محمّدا بالخبر ، فقال محمّد : صدقت يا عليّ ، وأنا سمعت يلعنه ويقول : أنت أوردتني الموارد ، فقال : بلى (٢).
الثانية : عن أبي عنان مالك بن إسماعيل الهندي ـ ويقال له الراهب أو الواهب ـ قال : جاء محمّد بن أبي بكر إلى أبيه وهو يجود بنفسه ، فقال : يا ابه ،
__________________
(١) مقدمة الأنصاري ج ١ / ١٩٣ نقلا عن استقصاء الإفحام ج ١ / ٥١٤.
(٢) نفس المصدر ، نقلا عن كامل البهائي ج ٢ / ١٢٩ الفصل الخامس.