في تفسير سورة التكوير
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا
الْعِشارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا
النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ
نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ *
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ * فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ
إِذا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١) و (١٨)﴾
[ ثمّ لمّا ختمت سورة عبس المتضمنة بيان أهوال القيامة وعظمة القرآن وموعظته للخلق ، نظمت بعدها سورة التكوير المتضمنة أيضا بيان بعض أهوال القيامة وتعظيم القرآن ، وكون ذلك موعظة للعالمين إلى يوم القيامة ، فافتتحها سبحانه بذكر أسمائه الحسنى بقوله : ](١)﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾.
ثمّ شرع سبحانه بذكر بعض أهوال يوم القيامة بقوله : ﴿إِذَا الشَّمْسُ﴾ التي هي كالسّراج لأهل الأرض ﴿كُوِّرَتْ﴾ والقيت من السماء ، كما عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « إنّ الشمس والقمر نوران مكوّران في النار يوم القيامة » (٢) أو انكشف وازيل ضوؤها. عن القمّي : أنّها تصير سوداء مظلمة (٣) .
﴿وَإِذَا النُّجُومُ﴾ التي هي مصابيح الليل في الدنيا ﴿انْكَدَرَتْ﴾ وتناثرت. قيل : تمطر السماء يومئذ نجوما ، فلا يبقى في السماء نجم إلا وقع على وجه الأرض (٤) ﴿وَإِذَا الْجِبالُ﴾ التي هي أوتاد الأرض
__________________
(١) هذا النص سقط من النسخة ، وأثبتناه بعد ترجمته من النص الفارسي.
(٢) تفسير الرازي ٣١ : ٦٦ ، تفسير روح البيان ١٠ : ٣٤٣ ، ولم ينسبه إلى أحد.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٤٠٧ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٩٠.
(٤) تفسير روح البيان ١٠ : ٣٤٤.