وعن الباقر عليهالسلام : « السابقون أربعة : ابن آدم المقتول ، وسابق امّة موسى وهو مؤمن آل فرعون ، وسابق امّة عيسى وهو حبيب النجّار ، والسابق في امّة محمد وهو علي بن أبي طالب عليهالسلام » (١) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « ﴿ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ فيّ نزلت » (٢) .
وعنه عليهالسلام قال : « خلق الله الناس على ثلاث طبقات ، وأنزلهم ثلاث منازل ، وذلك قول الله : ( اصحاب الميمنة واصحاب المشئمة والسابقون ) وأمّا السابقون فهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين ، جعل الله فيهم خمسة أرواح : روح القدس ، وبها بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وبها علموا الأشياء ، وروح الايمان وبها عبدوا الله ، ولم يشركوا به شيئا ، وروح القوّة وبها جاهدوا عدوّهم وعالجوا معاشهم ، وروح الشهوة وبها أصابوا لذيذ الطعام ، ونكحوا الحلال من شباب النساء ، وروح البدن وبها دبّوا ودرجوا ، وأمّا أصحاب الميمنة ، وهم المؤمنون حقّا ، جعل الله فيهم أربعة أرواح : روح الايمان ، وروح القوة ، وروح الشهوة ، وروح البدن - إلى أن قال - ﴿وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ﴾ فهم اليهود والنصارى ... جحدوا ما عرفوا ، فسلبهم الله تعالى روح الايمان » (٣) وروي عن الصادق عليهالسلام ما يقرب منه (٤) .
وعن ( الامالي ) عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه سئل عن هذه الآية فقال : « قال جبرئيل : ذلك عليّ وشيعته هم السابقون إلى الجنّة ، المقربون الى الله بكرامته [ لهم ] » (٥) .
وعن الباقر عليهالسلام - في حديث - : « نحن السابقون السابقون إلى الجنّة ، ونحن الآخرون » (٦) .
وعن الصادق عليهالسلام قال : « قال أبي لاناس من الشيعة : أنتم شيعة الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأولون ، والسابقون الآخرون ، والسابقون في الدنيا إلى ولايتنا،والسابقون في الآخرة إلى الجنّة » (٧) .
﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ * عَلى سُرُرٍ
مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ *
بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٢) و (١٩)﴾
ثمّ قدّم سبحانه ذكر حال السابقين بقوله : ﴿فِي جَنَّاتِ﴾ والتقدير : هم كائنون أو مستقرّون في جنات مشتملة على ﴿النَّعِيمِ﴾ وأنواع اللذات الجسمانية والروحانية ، وهم ﴿ثُلَّةٌ﴾ وجماعة عظيمة
__________________
(١) مجمع البيان ٩ : ٣٢٥ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٠.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٦٥ / ٢٨٨ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٠.
(٣) الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٦.
(٤) الكافي ١ : ٢١٣ / ١ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٠.
(٥) أمالي الطوسي : ٧٢ / ١٠٤ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٠.
(٦) كمال الدين : ٢٠٦ / ٢٠ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٠.
(٧) الكافي ٨ : ٢١٣ / ٢٥٩ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٠.