المؤمنين عليهالسلام ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ...﴾ الى آخره ، قال : علي بن أبى طالب عليهالسلام » (١) .
﴿فَما يُكَذِّبُكَ﴾ أيّها الانسان ، وأيّ شيء يلجئك ويحملك ﴿بَعْدُ﴾ ووراء الآيات البينات والمعجزات الباهرات على التكذيب ﴿بِالدِّينِ﴾ ودار الجزاء ؟ أو المراد : فما يجعلك أيّها الانسان كاذبا بسبب الدين وإنكاره بعد هذا الدليل ؟ وهو خلق الانسان من نطفة من ماء مهين في أحسن تقويم ، فانّ القادر على ذلك قادر على البعث والجزاء ، أو المراد : فأيّ ، يكذّبك يا محمد بعد ظهور هذه الدلائل بالدين.
﴿أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (٨)﴾
ثمّ إنّه تعالى بعد إثبات قدرته ببيان خلقة الانسان في احسن الصور وردّه إلى أقبحها ، أو إلى أرذل العمر ، أنكر على من أنكر حكمته بإنكار البعث للجزاء بقوله : ﴿أَلَيْسَ اللهُ﴾ الذي فعل ما فعل ﴿بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ﴾ وأتقن من جميع المتقنين للامور صنعا وتدبيرا ؟ فاذا قالوا : بلى ، لعدم إمكان إنكاره ، كان عليهم الاقرار بالإعادة والجزاء ؛ لأنّ إنكارهما لا يمكن إلّا لقولهم بعجزه عن الإعادة ، أو لقولهم بكونه عابثا ، وكلاهما مناف للاقرار بكونه تامّ القدرة (٢) والحكمة.
وقيل : إنّ المعنى : أ ليس الله بأقضى القاضين ؟ فهو يحكم ويقضي بينك وبين من يكذّبك في الرسالة والإخبار بالبعث ، فهو وعيد للمكذّبين (٣) .
روي عن أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان إذا قرأها يقول : « بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين » (٤) .
روي أنّه صلىاللهعليهوآله كان يأمر أصحابه أن يقولوا إذا قرأوها ذلك (٥) .
وروي عن أمير المؤمنين وعن الرضا عليهالسلام أنّهما لمّا قرآها قالا : « بلى ، وإنّا على ذلك من الشاهدين » (٦) .
روى عن بعض العامة : أنّ من قرأ هذه السورة أعطاه الله خصلتين : العافية ، واليقين ، مادام في الدنيا [ فاذا مات أعطاه الله ] من الأجر (٧) بعدد من قرأها » (٨) .
وعن الصادق عليهالسلام : « من قرأ ( والتين ) في فرائضه ونوافله ، أعطى من الجنّة حيث يرضى»(٩).
الحمد لله على التوفيق لتفسيرها.
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٩٤ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٤٧.
(٢) في النسخة : القدر.
(٣) تفسير روح البيان ١٠ : ٤٧٠.
(٤) مجمع البيان ١٠ : ٧٧٧ ، تفسير أبي السعود ٩ : ١٧٦ ، تفسير روح البيان ١٠ : ٤٧٠.
(٥) تفسير روح البيان ١٠ : ٤٧٠.
(٦) الخصال : ٦٢٩ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٣ / ٥ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٤٧.
(٧) في النسخة : ويعطى من الأجرة.
(٨) تفسير البيضاوي ٢ : ٦٠٨ ، تفسير أبي السعود ٩ : ١٧٦.
(٩) ثواب الأعمال : ١٢٣ ، مجمع البيان ١٠ : ٧٧٤ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٤٧.