نسبي ، وأضع أنسابكم ، سيعلم أهل الجمع من أصحاب الكرم أين المتّقون (١) .
وعن الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام : « أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : اتقى الناس من قال الحقّ فيما له وعليه » (٢) .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن قوله : ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ﴾ قال : « أعملكم بالتقية»(٣) .
﴿إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ﴾ بأنسابكم وأعمالكم ﴿خَبِيرٌ﴾ ببواطنكم وضمائركم ، لا يخفى عليه إسراركم.
﴿قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي
قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ (١٤)﴾
ثمّ لمّا كان التقوى متوّقفا على الايمان الراسخ في القلب بالتوحيد ورسالة الرسول ، ردّ الله سبحانه دعوى مدّعى الايمان مع كون إيمانهم صوريا بقوله : ﴿قالَتِ الْأَعْرابُ﴾ وسكنة البوادي لك : ﴿آمَنَّا﴾ بتوحيد الله ورسالتك ﴿قُلْ﴾ يا محمد لهم ردّا عليهم : ﴿لَمْ تُؤْمِنُوا﴾ عن صميم القلب ، فلا تقولوا: آمنا ﴿وَلكِنْ﴾ لمّا أسلمتم وأظهرتم الشهادتين باللسان ، وتركتم المقاتلة : ﴿قُولُوا أَسْلَمْنا﴾ ودخلنا في السلم والانقياد مخافة أنفسنا وأعراضنا. كيف تقولون آمنا ﴿وَ﴾ الحال أنّه ﴿لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ﴾ بعد ﴿فِي قُلُوبِكُمْ﴾ وما باشر اليقين بالتوحيد ورسالة الرسول أفئدتكم.
قيل : نزلت في نفر من بني أسد ، قدموا المدينة في سنة جدب ، فأظهروا الشهادتين ، وقالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله : أتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها ، وأتيناك باثقالنا وعيالنا وذرارينا ، ولم نقاتلك كما قاتلت بنو فلان ، يريدون الصدقة (٤) ، ويمنّون عليه ما فعلوا (٥) .
في بيان الاختلاف في الفرق بين الايمان والاسلام
أقول : ذهب بعض العامة إلى أنّه لا فرق بين الاسلام والايمان (٦) ، وقال بعضهم : الإسلام أعمّ من الايمان ، فانّ الايمان لا يحصل إلّا في القلب ، والاسلام يحصل باللسان (٧) .
وعن الصادق عليهالسلام : « الايمان : هو الاقرار باللسان ، وعقد القلب ، وعمل بالاركان » إلى أن قال : « فقد
__________________
(١) تفسير روح البيان ٩ : ٩٢.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٨٢ / ٨٣٦ ، تفسير الصافي ٥ : ٥٥.
(٣) اعتقادات الصدوق : ١٠٨ ، تفسير الصافي ٥ : ٥٥.
(٤) في تفسير روح البيان : يرون الصدق.
(٥) تفسير أبي السعود ٨ : ١٢٣ ، تفسير روح البيان ٩ : ٩٢.
(٦) تفسير الرازي ٢٨ : ١٤١.
(٧) تفسير الرازي ٢٨ : ١٤٢.