وعنه عليهالسلام : « فلمّا رأوا مكان علي عليهالسلام من النبي صلىاللهعليهوآله سيئت وجوه الذين كفروا » يعني الذين كذبوا بفضله » (١) .
وعن الأعمش قال : لمّا رأوا ما لعليّ عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا (٢) .
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ
عَذابٍ أَلِيمٍ * قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي
ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٨) و (٢٩)﴾
ثمّ لمّا كان المشركون يقولون : ننتظر موت محمد ونستريح منه ، وكانوا يدعون عليه بالهلاك على ما روي (٣) ، أمر سبحانه النبي صلىاللهعليهوآله أن يجيبهم بقوله : ﴿قُلْ﴾ يا محمد للمشركين الذين ينتظرون هلاكك: أيّها المشركون ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ وأخبروني ﴿إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ﴾ بدعائكم عليّ ﴿وَ﴾ أهلك ﴿مَنْ مَعِيَ﴾ من المؤمنين ، وأخرجنا من الدنيا بالموت أو القتل ، أو بعذاب من عنده على الفرض ﴿أَوْ رَحِمَنا﴾ وأطال أعمارنا ، فأيّ راحة لكم في ذلك ، وأيّ نفع يعود بموتنا إليكم ؟ ثمّ إن متنا أو بقينا ﴿فَمَنْ يُجِيرُ﴾ كم وأنتم من ﴿الْكافِرِينَ﴾ بتوحيده ﴿مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ﴾ أعدّ لكم ؟ إذا نزل بكم أتظنّون أنّ الأصنام والأوثان تجيركم منه ؟ ! حاشا وكلّا ﴿قُلْ﴾ يا محمد : إنّ مجير الخلق ﴿هُوَ الرَّحْمنُ﴾ والإله الواسع الرحمة وحده ، لا الأصنام ولا الأوثان ولا غيرهما من الموجودات ، ولذا نحن ﴿آمَنَّا بِهِ﴾ وأنتم لجهلكم كفرتم به ﴿وَ﴾ نحن ﴿عَلَيْهِ﴾ وحده ﴿تَوَكَّلْنا﴾ واعتمدنا في امورنا ، وفوّضنا مهمّاتنا إليه لعلمنا بأنّه القادر الرؤف الضارّ النافع ، وغيره بمعزل عن التصرّف في الامور ، وأنتم لحمقكم توكّلتم على أصنامكم وأموالكم وأعوانكم ﴿فَسَتَعْلَمُونَ﴾ وعن قريب عند معاينة الشدائد والعذاب تفهمون ﴿مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ وانحراف واضح عن طريق الحقّ وخطأ ظاهر ، نحن أو أنتم ؟
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠)﴾
ثمّ إنّه تعالى بعد تهديد المشركين بالعذاب الأليم ، ونفي مجير لهم إلّا الله ، هدّدهم ببلاء فقدان الماء الذي هو أهمّ ما يحتاجون إليه ، وأعظم ما يعيشون به ، وأسهل ما ينالون منه ، ونفي القادر على إيجاده غير الله بقوله : ﴿قُلْ﴾ يا محمد للمشركين : إن ظننتم أنّ أصنامكم ينفعونكم ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ وأخبروني
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٤٩٤ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٠٥.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٤٩٤ ، شواهد التنزيل ٢ : ٢٦٥ / ٩٩٧ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٠٥.
(٣) تفسير الرازي ٣٠ : ٧٦.