الغشي ، ويحسن الخلق ، ويطيّب النفس ، ويذهب الهمّ » (١) .
وعن ابن عباس : أنّ التين والزيتون جبلان من الأرض المقدّسة يقال لهما بالسريانية : طور تينا وطور زيتا لأنّهما منبتا للتين والزيتون ، وشرّفا لأنّ الأول محلّ عيسى بن مريم ، والثاني هو الشام ، وهو مبعث أكثر الأنبياء من بني إسرائيل (٢) .
وقيل : إن التين مسجد دمشق ، والزيتون مسجد بيت المقدس (٣) .
وقيل : إنّ الاول مسجد أصحاب الكهف ، والثاني مسجد إيليا (٤) .
وعن ابن عباس : التين مسجد نوح النبي على الجودي ، والزيتون مسجد بيت المقدس (٥) ، وإنّما سمّيت تلك المساجد بهذين الاسمين لكثرة الشجرين في مكانها (٦) .
وقيل : إنّ التين اسم دمشق (٧) . وقيل : اسم الكوفة ، والزيتون اسم بيت المقدس (٨) . وقيل : اسم الشام (٩) .
قيل : إنّما أقسم سبحانه بهذين البلدين لكثرة نعم الدنيا فيهما (١٠) .
﴿وَطُورِ سِينِينَ * وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٢) و (٣)﴾
ثمّ أقسم سبحانه بالطّور ، وهو جبل كلّم الله موسى عليه بقوله : ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قيل : إنّ ﴿سِينِينَ﴾ و﴿سَيْناءَ﴾ اسمان للوادي الذي فيه ذلك الجبل (١١) .
وعن ابن عباس : أنّ ﴿سِينِينَ﴾ بمعنى الحسن بلغة الحبشة (١٢) . وقيل : بمعنى المبارك (١٣) . وقيل : بمعني ذي شجر ، والمراد القسم بجبل واقع بأرض حسنة ومباركة (١٤) .
ثمّ إنّه تعالى بعد القسم بالأماكن التي يعظّمها اليهود والنصارى أقسم بالمكان الذي يعظّمه المشركون والمسلمون بقوله : ﴿وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ وتلك القرية الآمنة من الغوائل ، وهي بالاتفاق مكّة المعظّمة ، وإنّما أقسم سبحانه بهذين المكانين لغاية شرفهما ، بكون الأول مبعث موسى ، والثاني مبعث خاتم الأنبياء ، ولكثرة النّعم الدينية فيهما.
عن الكاظم عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله تبارك وتعالى اختار من البلدان أربعة ، فقال : ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ فالتين المدينة ، والزيتون بيت المقدس ،
__________________
(١) تفسير روح البيان ١٠ : ٤٦٧.
(٢و٣) تفسير الرازي ٣٢ : ٩.
(٤و٥) تفسير الرازي ٣٢ : ٩ ، تفسير أبي السعود ٩ : ١٧٤.
(٦) تفسير الرازي ٣٢ : ٩.
(٧) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠ ، تفسير أبي السعود ٩ : ١٧٤.
( ٨ - ١٠ ) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠.
(١١) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠ ، تفسير روح البيان ١٠ : ٤٦٧.
(١٢) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠.
(١٣و١٤) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠.