أقول : عليه تكون جميع النّعم التي أعطاه الله الظاهرة والباطنة داخلة في الخير الكثير.
وقيل : إنّه النبوة (١) وقيل : إنّه القرآن (٢) . وقيل : هو دين الاسلام (٣) . وقيل : هو الفضائل الكثيرة التي فيه (٤) .
وقيل : إنّه العلم الكثير (٥) . وقيل : إنّه الخلق الحسن ، لانتفاع عموم الناس به (٦) . وقيل : إنّه رفعة الذكر (٧) .
وقيل : إنّه المقام المحمود الذي هو الشفاعة (٨) .
وقيل : إنّه كثرة أولاده ، لأنّ هذه السوره نزلت ردّا على من عابه بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّا نعطيك نسلا يبقون مرّ الزمان (٩) .
قال الفخر الرازي : فانظركم قتل من أهل البيت ، ثمّ العالم ممتلئ منهم ، ولم يبق من بني امية في الدنيا أحد يعبأ به ، ثمّ انظركم كان فيهم من أكابر العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهالسلام والنفس الزكية وأمثالهم (١٠) .
وقيل : هو كثرة علماء امّته ، لأنّهم كانوا كأنبياء بني إسرائيل (١١) . وقيل : إنّه كثرة أتباعه (١٢) ، وقيل : إنّه هذه السورة ، لأنّها مع قصرها وافية بجميع منافع الدنيا والآخرة (١٣) ، حيث إنّ فيها مع قصرها إعجاز البيان وإخبار بالمغيبات ، فهي كافية لإثبات النبوة الجامعة للخيرات الدنيوية والاخروية.
وعن الصادق عليهالسلام قال : « هو الشفاعة » (١٤) .
وعنه عليهالسلام قال : « هو نهر في الجنّة ، أعطاه الله نبيّه صلىاللهعليهوآله [ عوضا من ابنه ] » (١٥) .
وروى الصدوق عن ابن عباس قال : لمّا نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ﴿إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾ قال له علي بن أبي طالب عليهالسلام : ما الكوثر يا رسول الله ؟ قال : « هو نهر ، أكرمني الله به » قال وعليّ عليهالسلام : « هو نهر شريف ، فانعته لنا يا رسول الله » . قال : « نعم يا علي ، الكوثر نهر يجري من تحت عرش الله ، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزّبد ، حصاه الزّبرجد والياقوت والمرجان ، حشيشه الزّعفران ، ترابه المسك الأذفر (١٦) ، قواعده تحت عرش الله عزوجل » . ثمّ ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله على جنب أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : يا علي ، هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي (١٧) .
وفي ( الخصال ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « أنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعي عترتي وسبطيّ (١٨) على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا ، وليعمل عملنا ، فانّ لكلّ أهل نجيبا ، ولنا نجيب ، ولنا الشفاعة ،
__________________
(١) تفسير الرازي ٣٢ : ١٢٤.
(٢و٣) تفسير الرازي ٣٢ : ١٢٦.
(٤ - ٨ ) تفسير الرازي ٣٢ : ١٢٧.
(٩ - ١١) تفسير الرازي ٣٢ : ١٢٤.
(١٢) تفسير الرازي ٣٢ : ١٢٦. (١٣) تفسير الرازي ٣٢ : ١٢٧.
(١٤و١٥) مجمع البيان ١٠ : ٨٣٦ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٨٢.
(١٦) الأذفر : الشديد الرائحة.
(١٧) أمالي الطوسي : ٦٩ / ١٠٢ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٨٢.
(١٨) في النسخة : ومع عترتي.