وگل ، كما عن ابن عباس (١) . وقيل : هو علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفّار ، كأنّه قال : بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدوّن (٢) . وقيل : السجّيل : اسم السماء الدنيا (٣) . وقيل : إنّه اسم جهنّم ، وكان سجّين فابدلت نون آخره لاما (٤) .
وقد مرّ أنّ كلّ طائر كان يحمل ثلاثة أحجار ، حجر بمنقاره ، وحجران برجليه ، تقتل بكلّ واحد رجلا ، ما وقع منها في موضع إلّا خرج من الجانب الآخر ، وإن وقع على رأسه خرج من دبره (٥) .
وفي رواية عن ابن عباس : لم يقع حجر على أحد إلّا نفط (٦) جلده وثار به الجدريّ (٧) .
﴿فَجَعَلَهُمْ﴾ الله ﴿كَعَصْفٍ﴾ وورق زرع ﴿مَأْكُولٍ﴾ أكلته الديدان ، وإنّما سمّى ورق الزرع عصفا ؛ لأنّه يعصف به الرياح من مكان إلى مكان ، وتوصيفه بالمأكول لأنّه حدث بهم بسبب رميهم منافذ وشقوق كورق أكله الدود.
وقيل : يعني كزرع اكل حبّه وبقي صفرا منه ، شبّههم به في ذهاب أرواحهم وبقاء أجسادهم (٨) .
وعن ابن عباس : يعني كزرع وتبن أكلته الدوابّ ثمّ ألقته روثا ، ثمّ يجفّ وتتفرق أجزاؤه ، شبّه تقطّع أوصالهم بتفرّق أجزاء الروث (٩) .
وعلى أيّ تقدير هلك جيش أبرهة وفيلاته ، واخذ أبرهه داء أسقط أنامله وأعضاءه ، ووصل إلى صنعاء كذلك ، وهو مثل فرخ الطير ، ومات فملك ابنه يكسوم بن أبرهة اليمن ، وانفلت وزيره أبو يكسوم وطائر يتحلّق فوق رأسه حتّى بلغ النجاشي فقصّى عليه القصّة ، فلمّا أتمّها وقع عليه الحجر فخرّ ميتا بين يديه (١٠) .
وقيل : هلك كلّهم إلّا أبرهة ، فخرج من مكّة ، وجاء إلى الحبشة ، وكان على رأسه طير ولم يعلم به حتّى وقف بين يدي النجاشي ، فلمّا قصّ عليه القصة تعجّب النجاشي ، وقال : كيف يهلك الطير الجند الكثير ! فنظر أبرهه إلى الطير الذي كان على رأسه ، فقال : هذا واحد من تلك الطيور ، فألقى ذلك الطير حجرا على رأسه ، فهلك عند النجاشي (١١) .
روي أنّ عبد المطّلب وأبو مسعود الثقفي كانا يشاهدان هلاك عسكر أبرهة من فوق الجبل حين
__________________
(١) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠١.
( ٢ - ٤ ) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠١.
(٥) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠٠.
(٦) نفط جلده : أصابه الجدري.
(٧) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠٠.
(٨) تفسير روح البيان ١٠ : ٥١٨.
(٩) تفسير الرازي ٣٢ : ١٠١ ، تفسير روح البيان ١٠ : ٥١٨ ، ولم ينسبه إلى أحد.
(١٠) تفسير روح البيان ١٠ : ٥١٥ و٥١٦.
(١١) تفسير روح البيان ١٠ : ٥١٦.