﴿وَيَقُولُ الْكافِرُ﴾ حين رأى تبعات كفره وعصيانه وخلوّ صحيفته من الحسنات : ﴿يا لَيْتَنِي كُنْتُ﴾ في الدنيا ﴿تُراباً﴾ ولم أكن إنسانا مكلّفا حتى ابتلي بالعذاب ، أو ليتني كنت في هذه اليوم ترابا ولم ابعث كما كنت ترابا قبل الإحياء وقيل : يعني يا ليتني كنت متواضعا ولم أكن متكبّرا (١) .
وقيل : إنّ المراد بالكافر إبليس ، وهو يقول : يا ليتني كنت مخلوقا من تراب كآدم ، ولم أكن مخلوقا من النار (٢) حتّى اتكبّر على آدم ، ومن السّجود له.
وعن ( العلل ) عن ابن عباس ، أنّه سئل : لم سمّى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام أبا تراب ؟ قال : « لأنّه صاحب الأرض وحجّة الله على أهلها بعده ، وبه (٣) بقاؤها ، وإليه سكونها » . قال : لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة عليّ من الثواب والزّلفى والكرامة قال : يا ليتني كنت ترابغ ، أي من شيعة عليّ ، وذلك قول الله : ﴿وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً﴾(٤) .
عن الصادق عليهالسلام : « من قرأ سورة ﴿عَمَّ يَتَساءَلُونَ﴾ لم تخرج سنته - إذا كان مدمنها في كلّ يوم - حتّى يزور بيت الله الحرام إن شاء الله تعالى » (٥) .
__________________
(١) تفسير الرازي ٣١ : ٢٦.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٦٤٨ ، تفسير أبي السعود ٩ : ٩٥ ، تفسير روح البيان ١٠ : ٣١٢.
(٣) في النسخة وتفسير الصافي : وله.
(٤) علل الشرائع : ١٥٦ / ٣ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٧٨.
(٥) ثواب الاعمال : ١٢١ ، مجمع البيان ١٠ : ٦٣٧ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٧٨.