﴿الْمُؤْمِنُ﴾ والمصدّق للأنبياء بإجراء المعجزات على أيديهم ، أو معطي الأمان لأوليائه من العذاب ، أو لمن توكّل عليه من الآفات والمضارّ. وعن ابن عباس : هو الذي آمن الناس من ظلمه ، وآمن من آمن من عذابه (١) .
﴿الْمُهَيْمِنُ﴾ والمسلّط على ما سواه ، والرقيب عليهم ، والحافظ لهم. وقيل : يعني القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم (٢) .
﴿الْعَزِيزُ﴾ والغالب على كلّ شيء ، أو الخطير الذي لا مثل له ، أو معطي العزّ لكلّ ذي عزّ ﴿الْجَبَّارُ﴾ والقهّار لخلقه على ما أراد ، أو المصلح لأعمالهم. وعن ابن عباس : الملك العظيم (٣) .
﴿الْمُتَكَبِّرُ﴾ والعظيم ، أو البليغ في الكبرياء ، الذي كلّ شيء دونه ، ومفتقر إليه ، وخاضع لديه. عن ابن عباس : الذي تكبّر بربوبيته ، فلا شيء مثله (٤) .
﴿سُبْحانَ اللهِ﴾ وتنزّه ( عن ) إشراك ( ما ) ﴿يُشْرِكُونَ﴾ به من الأصنام والأوثان والكواكب وغيرها ، كما أشرك به الجاهلون.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه سئل عن تفسير ﴿سُبْحانَ اللهِ﴾ فقال : « هو تعظيم جلال الله وتنزيهه عمّا قال فيه كلّ مشرك ، فإذا قالها العبد صلّى عليه كلّ ملك » (٥) .
وعن [ عبد الله بن ] عمر قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله قائما على هذا المنبر في المدينة ، وهو يحكي عن ربّه تعالى فقال : « إنّ الله عزوجل إذا كان يوم القيامة جمع السماوات والأرضين في قبضته تبارك وتعالى » ثمّ قال هكذا ، وشدّ قبضته ثمّ بسطها « ثمّ يقول : أنا الله ، أنا الرحمن ، أنا الرحيم ، أنا الملك ، أنا القدّوس ، أنا السّلام ، أنا المؤمن ، أنا العزيز ، أنا الجبّار أنا المتكبّر ، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا ، أنا الذي أعدتها ، أين الملوك ، أين الجبابرة » (٦) .
: ﴿هُوَ اللهُ﴾ تعالى وحده ﴿الْخالِقُ﴾ والمقدّر لكلّ شيء على مقتضى حكمته ووفق مشيئته ﴿الْبارِئُ﴾ والموجد للأشياء بعد تقديرها ﴿الْمُصَوِّرُ﴾ لها بعد إيجاد موادّها.
ثمّ أشار سبحانه إلى سائر أسمائه إجمالا بقوله : ﴿لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى﴾ والصفات العليا ، ولذا ﴿يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ من الموجودات الناطقة والصامتة ، وينزّهه عمّا لا يليق بالوهيته بلسان الحال والمقال.
__________________
(١) تفسير روح البيان ٩ : ٤٦٠.
(٢) تفسير روح البيان ٩ : ٤٦٢.
(٣و٤) تفسير الرازي ٢٩ : ٢٩٤.
(٥) التوحيد : ٣١٢ / ١ ، تفسير الصافي ٥ : ١٦٠.
(٦) تفسير روح البيان ٩ : ٤٦٤.